أسباب كثرة الإنجاب في غزة

رغم الفقر المدقع وارتفاع نسبة البطالة والكثافة السكانية الأكبر في العالم بالنسبة للمساحة وساعات غزة التي يكسوها السواد نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 10 سنوات وتداعيات الانقسام الفلسطيني، إلا أنها تزداد إنارة بالمواليد الجدد حيث شهدت محافظات قطاع غزة خلال شهر تموز المنصرم 4434 مولود جديد بواقع 143 مولود يوميا بمعدل 6 مواليد في كل ساعة ومولود واحد كل 10 دقائق حسب إحصائية صادرة عن الإدارة العامة للأحوال المدنية بوزارة الداخلية.

 

ونتساءل هنا هل كثرة الإنجاب له علاقة بالصراع مع إسرائيل؟ أم لأسباب داخلية؟

 

وقال د. درداح الشاعر أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى بغزة:" قضية الإنجاب جزء من مفاهيمنا الإسلامية حيث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم زدنا ولا تنقصنا".. " "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"، موضحا أن الزاوية الدينية تحض على التكاثر والتناسل.

 

وأضاف الشاعر في حديث لمراسل معا:" ثانيا هو أن الناس في غزة يعتقدون بأن الحرب مع إسرائيل تحتاج إلى تغير ديموغرافي في عدد سكان المنطقة أو البلد، وهذا يعني أن الناس تستجيب لصوت المقاومة لأن هناك أعداد كبيرة من الشهداء.. بالتالي هذا يحفز الناس على الإنجاب رغم الظروف الصعبة والنفسية الضاغطة على المجتمع الفلسطيني".

 

وتابع ان الوضع الاقتصادي صعب لكن الناس لها وجهة نظر بأن المستقبل بيد الله وقد يكون غدا أفضل من اليوم، مؤكدا أن الصراع الديموغرافي هو الركيزة الأساسية لكثرة الإنجاب لأن إسرائيل تحاول أن تستقدم أعداد كبيرة من المهاجرين اليهود وتحاول زيادة عدد سكانها في المنطقة.

 

وحول مدى استيعاب مساحة غزة لعدد سكانها، قال :"المساحة كافية لكن جزء كبير من الأراضي حكومية وليس كل مساحة غزة مستثمرة ومستغلة.. ثانيا هناك أمل لدى الناس بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها آبائهم وأجدادهم عام 1948".

 

بدورها، رأت الكاتبة نيروز قرموط أن قضية الإنجاب لها علاقة بالفكرة الذهنية المكرسة لدى الأهل حول زواج الأبناء أساسه نريد مزيدا من الأحفاد لحمل اسم العائلة وهذا يعتبر مصادرة لقرار الإنجاب أو عدمه من العروسين الجديدين.

 

وقالت الكاتبة قرموط في حديث لمراسل "معا":" إذا ما انغمسنا أكثر بالعلاقات البينية بين الزوجين في محيطهما الاجتماعي الرجل والمرأة يريدان الإعلان عن نفسيهما أنهما صحيحان لا يمتلكان أي عقبات باتجاه الإنجاب مما يثبت أهليتهما حسب المتوارث الاجتماعي الموجود.... كما يميل الأكثر إلى إنجاب مزيدا من الذكور فإذا ما كان الأول أنثى فستبقى الأم تلد بطنا تلو الآخر حتى يأتي الولد الذي يحمل اسم أبيه".

 

وتابعت :"غيرة النساء لها دور في ظل الاكتظاظ السكاني المخيف في غزة.. إذا إحدى القريبات أو الصديقات أو الجارات أخبرت عن حملها سرعان ما تفكر إحداهن أيضا بالحمل"، بالإضافة إلى الفراغ الكبير في الوقت لدى كثير من الأزواج".

 

واستطردت : "لربما ثقافة العدد هي موجودة بمعنى نحارب الاحتلال بكثرتنا ولكن لا أعتقد أنه السبب المنطقي والمباشر ورغم ذلك هذا لا ينفي وجود عدد لا بأس فيه ممن يبحثون عن سبل تنظيم الأسرة والقدرة على تربية الأطفال بأفضل السبل حسب الدخل المتاح .. لكن على النقيض وهي النسبة الأكبر مع تراجع التفكير المنطقي للحياة وإرجاع المشاكل لمسببّاتها الحقيقية".

 

من ناحيته ، قال المختار الستيني عارف قدوم:" إن آبائنا وأجدادنا كانوا يحبون كثرة الإنجاب للتباهي بهم ومساعدتهم في العمل في الأرض وهم العزوة".

 

وأضاف المحتار الذي لدية 10أولاد من البنين والبنات لمراسل "معا":" لكن اليوم هناك أسر تكتفي بمولود أو اثنين فقط نتيجة الأوضاع الصعبة التي يعيها سكان قطاع غزة".

 

ويمتد قطاع غزة على مساحة 360 كم مربع حيث يكون طوله 41 كم أما عرضه فيتراوح بين 5 و15 كم ويعيش فيه قرابة 2 مليون نسمة في ظل أوضاع إنسانية واجتماعية واقتصادية صعبة نتيجة الحصار الإسرائيلي وتداعيات الانقسام.

 

وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني فإن معدل البطالة في القطاع تصل إلى 41 % وأن هناك أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل، بالإضافة إلى أن نسبة الفقر والفقر المدقع بلغت 65% وارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي لـ 72% وانخفاض في نسبة الناتج المحلي الإجمالي كل هذه مؤشرات سلبية نتيجة الحصار.

عدد الزوار 16786، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا