في ذكرى استشهاد البطل مصطفى حافظ

بسم الله الرحمن الرحيم

في ذكرى استشهاد البطل مصطفى حافظ

يوم الخميس 12/7/1956

لا يسعنا الا ان نقف وقفة وفاء واجلال وتكريم امام ذكرى عطرة لمجاهد وبطل كبير من ابناء مصر الكنانة… يعرف اسمه معظم ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حيث ان الكثير ممن عايشوه ما زالوا احياء يرزقون وكاتب هذا الموضوع واحد منهم وكثيرا ما كان يراه ويسمع صوته في منزل والده / عبد الرحمن الفرا “ابو اسعد” رئيس بلدية خان يونس حيث كان كثيرا ما كان يأتي لزيارته في منزله… جاء ذلك فيما ذكرته زوجته في حلقة من حلقات فضائية الجزيرة كانت مخصصة عن هذا البطل حيث قالت (كان دائما وفي كل ليلة في منزل عمدة خان يونس ورئيس بلديتها).

وكما ذكرنا ان اسمه معروف لدى ابناء قطاع غزة ممن عايشوه وممن من سمعوا عنه وعن مآثره وبطولاته والكثير من لم يعايشوه عرفوه اسما لاحدى مدارس مدينة خان يونس تكريما له حيث تم تسمية المدرسة بناء على توجيهات رئيس بلدية خان يونس بالاضافة الى اطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة غزة.

مولده ونشأته :

ولد شهيدنا وبطلنا في قرية كفرة ابو النجا التابعة لمدينة طنطا يوم 25/12/1920 حيث نشأ في بيئة مصرية صميمة لها طابع الريف من الشرف والامانة والكرم حتى كبر ودخل الكلية الحربية وتخرج منها متفوقا سنة 1940…حارب في حرب فلسطين 1948 وبعد النكسة وقيام دويلة اسرائيل المسخ عين حاكما لمدينة رفح.

بدأت الاعتداءات اليهودية على ما سمي بعد ذلك بقطاع غزة بهدف تحقيق الاهداف التالية:-

  • بث الرعب والخوف في قلوب الأهالي من مواطنين ولاجئين خصوصا الأطفال منهم رغم ظروفهم القهرية التي عايشوها من فاقة وحرمان بعد تركهم لمدنهم وقراهم ولجوئهم إلى هذا الشريط من الأرض… قطاع غزة.
  • ترسيخ فكرة تفوق العسكرية الصهيونية في عقلية الفلسطينيين خاصة والعرب عامة وكذلك ترسيخ سخف فكرة تدمير اسرائيل.
  • اقناع الفلسطينيين والنازحين منهم بقبول الاستيطان والتخلي عن فكرة العودة ونزع صفة اللاجئين عنهم.
  • وقف عمليات تسلل الفلسطينيين داخل اراضيهم المحتلة.
  • تهميش قضية فلسطين وتحويلها الى قضية لاجئين أي الى قضية انسانية مما يتناقض مع جوهر وحقيقة الصراع.

لما سبق تدهورت وتردت الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية نتيجة هذه الاعتداءات والتي كانت شبه يومية وقبل ان نذكر اهم هذه الاعتداءات نورد هنا فقرة عن تعاليم التلمود التي توضح عقيدتهم في تبرير القتل وسفك الدماء.

(اقتل الصالح من غير اليهود وأسفك دمائهم فهذا يقربك من الله)

كذلك نذكر ان سياسة اسرائيل منذ نشأتها وحتى الان تعتمد على اختلاق اخطاء بالتحرش ثم الانتقام كما قال موسى ديان (كنا نرسل تراكتور للحراثة في أي مكان من المنطقة المنزوعة السلاح بهدف ان يقوم العرب باطلاق النار عليها وعندها نستخدم الطائرات والمدافع للرد على ذلك)

 وكما قالت جولدمائير (رئيسة وزراء اسرائيل فيما بعد)… (لن نغفر للعرب أنهم أجبرونا على قتل أبنائهم)

وهنا وبعد ما ذكرناه نأتي على اهم الاعتداءات او الغارات اليهودية على قطاع غزة على سبيل المثال لا الحصر:-

  • ليلة الأربعاء 7/4/1954 تسلل حوالي 400 مسلح يهودي عند تبة 86 وهي منطقة مرتفعة تقع ما بين القرارة ودير البلح حيث باغتوا نقطة للبوليس مؤلفة من مصريين وسودانيين وفلسطينيين وأطلقوا رصاص رشاشاتهم فقتلوا وجرحوا حوالي ثمانية منهم الشهيد فضل حسن الفرا الذي كبد اليهود خسائر فادحة بعد ان غطى انسحاب معظم رفاقه من الجنود وحصلت له جنازة عسكرية في مدينة خان يونس تعتبر حدثا بارزا وهاما في تاريخ هذه المدينة حيث اشتركت فيها موسيقى الجيش المصري وكذلك شارك فيها مندوبا عن جمال عبد الناصر ووحدات من مختلف اسلحة الجيش المصري…. لتستمر هذه الاعتداءات طيلة الايام والاشهر التالية في مواقع كثيرة مثل منطقة الشيخ حمودة وعبسان في خان يونس ومعسكرات البريج والمغازي وشرق دير البلح وغزة حيث كانت تتصدى لهم وحدات من الجيش المصري والحرس الوطني الفلسطيني وكانوا يكبدون اليهود خسائر فادحة طبقا لمصادر اليهود انفسهم.

1954-8

  • ليلة 28/2/1955 تسلل اليهود الى محطة سكة حديد غزة حيث حصلت معركة قتل وجرح فيها حوالي 80 فلسطيني… قاموا فيها بنسف بئر الصفا التابع لبلدية غزة وقطعوا اسلاك التلفونات بالاضافة الى الكثير من اعمال التخريب… وبناء على طلب النجدة الذي قام به قائد الموقع توجهت سيارة عسكرية من خان يونس تلبية لهذا النداء محملة بالجنود من افراد الكتيبة الفلسطينية وعند وادي غزة كان في انتظارهم كمين من اليهود بعد ان اعدوا انفسهم ووضعوا الالغام في طريقها وبعد انفجار تلك الالغام فتحوا رشاشاتهم وقتلوا كل من في هذه السيارة وصل عددهم الى 37 شهيدا من بينهم… حافظ النجار وابنه قاسم “من خان يونس” وموسى قنديل “من يافا” وقائد هذه المجموعة اليوزباشي المصري محمود صادق.

وكان نتيجة لهذا الاعتداء عدد كبير من الجرحى منهم الملازم اول حسن الاسود”مصري” والجندي محمد عايش الفرا ورزق القصاص وفتحي النجار وابن عثمان فروانة كما جاء في يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا .

  • وفي يوم 28/8/1953 حدثت مذبحة البريج على يد احد ابرز تلاميذ شارون (هار مائير صهيون) حيث تسلل على رأس وحدة الموت 101 التي شكلها شارون ليلا الى معسكر البريج الملاصق للحدود الشرقية وبدأوا يذبحون الناس رجالاً ونساءً واطفالاً بالاسلحة البيضاء دون استخدام الاسلحة النارية حتى لا ينتبه احد اليهم.. حيث كان اول من قتل في هذا الاعتداء احمد حماد العواودة وهو نائم ثم بدأوا باستخدام الاسلحة النارية والقنابل اليدوية حيث لم يسلم بيتا من بيوت المعسكر من قتيل او جريح.
  • المصدر : https://www.khanfort.com/?p=1008

عدد الزوار 16942، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا