هل من مخاطر أمنية .. ماذا لو دخل "البوكيمون" فلسطين ؟!

 شمس نيوز/ صلاح سكيك 

استطاعت لعبة "Pokémon Go بوكيمون جو" أن تسرق أنظار العالم بأسره خلال الخمسة أيام الماضية حتى أصبحت الحدث الأهم في جميع أنحاء الكرة الأرضية. 

اللعبة استطاعت أن تغطي على أحداث عالمية منها السياسي والرياضي والاقتصادي، حتى أنها غطت على تبعات الاستفتاء البريطاني وحتى فوز البرتغال بكأس الأمم الأوروبية! 

اللعبة الجديدة هي من إنتاج شركة نيتندو، والتي تمتلك حقوق وإنتاج مسلسل بوكيمون الكرتوني، الذي اشتهر خلال التسعينات ولازال يتمتع بشعبية كبيرة نظرًا لحالتي التشويق والإثارة اللتين أحدثهما آنذاك. 

حتى الآن الشركة المطورة للعبة لم تتيح التطبيق الكامل للعبة، ولم تغطي جميع دول العالم، حيث من المرجح أن تدخل خلال الأيام القادمة السوق الأوروبي واليابان بعد أن تمت تجربتها في الولايات المتحدة واستراليا. 

تشغيل البوكيمون .. 

اللعبة هي تطبيق الكتروني متوفّر للهواتف الذكية لنظامي اندرويد و ios، ويمكنك تحميله من المتجر، حيث تقوم اللعبة بدعوة صاحبها إلى أن يصبح "مدرّب بوكيمونات" كـ"اش كيتشام" وهو صاحب البوكيمونات بالمسلسل الشهير، فعليك أن تقلّده وان تخرج إلى الشارع للعثور على بوكيموناتك التي ستلعب بها ضد أعدائك أو أن تتاجر فيها مع أصدقائك. 

يستخدم التطبيق مكانًا من أرض الواقع، عبر كاميرا و GPS، وتدمج في أرض الواقع بوكيمونات وهي عناصر افتراضية تمامًا. 

الدخول للعبة .. 

يمكنك أن تقوم بفتح الانترنت وخاصية الـGPS والكاميرا بعد الانتهاء من تسطيب اللعبة، ثم تقوم بفتحها وستعطيك إنذارًا بوجود احد البوكيمونات ويظهر أمامك فعليك أن تسدد كرة البوكيمون الحمراء تجاهه بدقة لاصطياده ليصبح ملكك الخاص، ففي المناطق الساحلية، غالباً ستعثر على بوكيمونات مائية مثل "سكويرتل"، وفي المناطق العشبية ستجد البوكيمونات العشبية مثل البوكيمون "بولباسور". 

بوكيمون في فلسطين ؟ 

مبرمج التطبيقات م."محمود طافش" قال انه يتابع تطور اللعبة منذ طرحها وتشغيلها إلى الآن، وانه لمس تعطشًا كبيرًا لدى فئة الشباب قبيل طرح اللعبة في العالم العربي. 

وذكر طافش في حديث لمراسل "شمس نيوز" إن هناك تخوفا كبيرا من طرح اللعبة العالمية في السوق الفلسطيني خلال الفترة المقبلة، مرجعًا سبب ذلك لجهل البعض لخصائص ونظام اللعبة الذي يعتمد على عاملين مهمين وهما نظام (GPS)، والذي يعمل على الأقمار الصناعية لتحديد المواقع، بالإضافة إلى توفر خدمة الانترنت بشكل موسع. 

نجاح اللعبة محليًا ! 

وأشار طافش أن فرص نجاح اللعبة في قطاع غزة تبدو ضعيفة نظرًا لعدم تقبل المجتمع لها، لاسيما أنها تطلب منك فتح كاميرا المحمول في كل وقت تمارس به اصطياد بوكيموناتك وهذا قد يزعج بعض الناس في الأماكن العامة، فقد يظنون بأنك تقوم بتصويرهم والتدخل بخصوصياتهم.

وعلى العكس من ذلك فانه يرى أن اللعبة ستنجح في مناطق الضفة الغربية مع توفر خاصية (3G)، وأيضًا توفر خدمات الانترنت المجانية في شوارع الضفة.

أما الشاب الجامعي "محمد دويكات" من سكان مدينة رام الله، فذكر انه قام بتحميل اللعبة على جهازه وينتظر أن يتم الاعتماد الرسمي لها حتى يتمكن من صيد البوكيمونات، والتي يعتبرها الشخصيات التي أثرت جدا على طفولته عندما كان يتابع مسلسل بوكيمون خلال حقبة التسعينات.

ورأى دويكات، أن الهوس العالمي باللعبة طبيعي نظرًا لما أحدثته من طفرة نوعية في مجال التكنولوجيا، ومحاكاتها للواقع والخيال معًا، وأيضًا قدرة اللعبة على التغلب على حالة الكبت التي يعانيها الشباب الفلسطيني الناتجة عن البطالة والاحتلال والصراعات الداخلية، ناصحًا عموم الشباب الفلسطيني بتوخي الحذر عند تشغيل اللعبة لانها خصائص اللعبة قد تجعل من صاحبها فريسة سهلة لمن يراقبه خاصة اجهزة الامن الاسرائيلي وفق تعبيره.

منظمة عربية تحذر .. 

حذرت المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان ومقرها مصر، فئة الشباب المنجذبة إلى لعبة "بوكيمون"، والتي تتطلب فتح الكاميرا أثناء اللعب، حيث ذكرت المنظمة إن خرائط اللعبة المتصلة بالإنترنت والشبكات للإمساك بـ"البوكيمون"، لكن في الحقيقة أنت تصور منزلك والشوارع ومرافق الدولة، والمنشآت الحكومية والوزارات وغيرها على مدار الساعة. 

وأضافت المنظمة، أن الكارثة الحقيقية هي تجنيد الشباب، في الشوارع والعديد من المنشآت الهامة دون أن يعلم، وكل ما يخطر بباله أنها مجرد لعبة على الإنترنت، ولا يدري أنه ينقل الصورة على الهواء مباشرة لأخطر الأجهزة الأمنية والمخابراتية العالمية من خلال الإنترنت. 

ظهور البوكيمونات في أماكن غريبة.. 

من المفارقات العجيبة والتي أضحكت كل من تابعها هو أماكن تواجد البوكيمونات في دول العالم، ففي مصر على سبيل المثال، قامت مواقع التواصل الاجتماعي برصد شاب مصري يقف أمام بوابة احد المساجد بالعاصمة القاهرة ويقوم بتصويب كرة البوكيمون من هاتفه، تجاه البوابة لاصطياد بوكيمون، ما أدى لوقوع إشكالية مع المصلين المتواجدين عند مدخل المسجد. 

حالة أخرى افرزها الهوس العالمي باللعبة هو قيام جندي أمريكي بالعراق بصيد بوكيمونات بعد انتهاء معركة مع تنظيم الدولة، مرفقًا الحادثة بالصورة والتي جمعت عددًا من اللايكات على موقع فيسبوك. 

شخص أمريكي اصطاد البوكيمون من على سرير ولادة زوجته في غرفة العمليات، وأيضًا مع أول الأيام التي تم إطلاق فيها لعبة "بوكيمون جو" عثرت فتاة على جثة أثناء البحث عن شخصيات اللعبة في حديقة بالقرب من نهر، وهو الحادث الغريب من نوعه الذي تداولته وسائل الإعلام المختلفة. 

أرقام قياسية .. 

رغم أن تطبيق اللعبة يعتبر غير مكتمل ولم يتم تحديثه ولا يمكنك أن تبدأ بممارسة البوكيمون إلا في بعض الدول القليلة كأمريكا واستراليا ونيوزيلندا، إلا إن قيمة شركة نيتندو السوقية ارتفعت بشكل صاروخي خلال الأيام القليلة الماضية إلى 28 مليار دولار، أي أعلى بتسعة مليارات دولار من فترة قبل إطلاق اللعبة ماجعلها تتفوق على تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل واتسآب وانستجرام وسناب شات وفيسبوك ماسنجر، من حيث متوسط مدة الاستخدام اليومي لكل مستخدم من مستخدمي أنظمة أندرويد في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب موقع marketwatch الإلكتروني.

عدد الزوار 18869، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا