تكبد مزارعو العنب في قطاع غزة خسائر فادحة بسبب إصابة محصولهم بمرضين فطريين هما البياض الدقيقي والبياض الزغبي، حيث تسبب هذان المرضان بإصابات كبيرة في محصول العنب كبدت المزارعين خسائر مالية.

وأوضح عدد من المزارعين أن إصابة محصول العنب بهذا المرض تسببت بخسائر كبيرة أفقدت المزارعين أكثر من 60% من محصول العنب، بل إن بعض المزارعين فقدوا محصولهم بنسبة 100%.

وزارة الزراعة أكدت أن مرضيْ البياض الدقيقي والزغبي قد يسببا خسائر في محصول العنب تصل إلى 30% من إجمالي المحصول المتوقع لعام 2016.

خسارة كبيرة

المزارع سمير حجي من حي الزيتون في مدينة غزة، أكد أن محصول العنب أصيب ما يقرب من 60-70% منه بهذا المرض، لافتاً إلى أن التغيرات المناخية المفاجئة التي حصلت في الفترة السابقة هي التي تسببت بإصابة محصول العنب بهذا المرض.

وقال ": إن "المرض انتشر بسرعة كبيرة في محصول العنب حيث أصيبت أوراق الشجرة والمحصول على حد سواء ما جعل لونها أحمر"، مشيراً إلى أن يزرع ما يقرب من 50 دونما بالعنب ويتوقع أن تكون نسبة نجاح المحصول بنسبة 30% فقط.

وأضاف حجي: "بعدما أصيب محصولي بالمرض زرت عددا من المزارعين ووجدت نسبة التلف في المحصول وصلت لـ100%"، نافياً أن يكون المزارع قد قصر في الاهتمام بمحصول العنب وأنها تبقى إرادة الله بأن تصاب أشجار العنب بهذا المرض.

وبين أن هذا المرض سيؤثر في إنتاج القطاع من محصول العنب خاصة في ظل الاستهلاك الكبير له، منوهاً إلى أن القطاع سيفقد ما يقرب من 40% من محصول العنب لهذا العام وهو ما سيؤثر في أسعار بيعه التي يمكن أن تصل إلى 10 شواقل للكيلو الواحد.

مرضان مفاجئان

من جهته، قال المزارع ناصر حسان إنه فوجئ بإصابة محصول العنب لديه بهذا المرض خاصة أنه مزروع في منطقة بعيدة عن سكنه ولم يلاحظه بسرعة"، مبيناً أن إصابة العنب بمرضين جعله حائرًا في أسلوب معالجته وأي الأدوية يستخدمها.

وأضاف إن "المرض الذي أصاب العنب قضى عليه بنسبة 80% وأن أرضه لن تنتج ربع ما أنتجته العام الماضي"، مشيراً إلى أن الخسارة ليست مقتصرة على المحصول فقط بل امتدت إلى تكاليف الاهتمام بالمحصول من أدوية ورعاية مستمرة له.

ولفت حسان إلى أن المرض أصاب أوراق أشجار العنب بالجفاف وأصبحت تتساقط على غرار قطوف العنب التي أصبحت بلا فائدة.

مرضان فطريان

وأوضح مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة، م. نزار الوحيدي، أن محصول العنب وخلال فترة الإزهار وبداية الإثمار أصيب بمرضين فطريين بتعاقب غير تقليدي وهما مرضا البياض الدقيقي والبياض الزغبي.

وبين أن مرض البياض الزغبي يصيب أشجار العنب حيث يظهر على السطح العلوي للأوراق على هيئة بقع غير منتظمة تختلف مساحتها باختلاف شدة الإصابة، يقابلها على السطح السفلي نمو زغبي أبيض وهو عبارة عن الأكياس الجرثومية التي تخرج من الثغور وتتسبب بموت أنسجة المناطق المصابة من الأوراق لتتحول إلى اللون البني وعند اشتداد المرض تتساقط الأوراق.

وقال إن "إصابة العنب بالمرض تزامن مع ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية، ما أدى إلى إصابة محصول العنب بصورة كبيرة جداً، وقد تصل الخسارة إلى 30% من إجمالي الإنتاج المتوقع".

وأضاف الوحيدي: "بسبب هذه الخسارة في محصول العنب قد نحتاج إلى تعويض النقص في الاحتياجات منه من خلال استيراد العنب من الضفة الغربية بشكل أبكر من الأعوام الماضية".

وأشار إلى أن المساحة المزروعة بالعنب البذري في القطاع تصل إلى 5064 دونما منها 4135 دونما مزروعة بالعنب المثمر و929 دونما مزروعة بعنب غير مثمر، وكان الإنتاج المتوقع قبل الإصابة بالمرض 5500 طن.