" القوقا" و " الحلاق " جواهر مدفونة في رمال النشامى -

غزة - الأقصى سبورت -

  اللاعبين كالمعادن والمعادن أنواع وأصناف يختلف كل منها عن الآخر حسب قيمتها وجودتها وندرتها , فهناك معادن الحصول عليها سهلا من خلال كثرة توافرها وتواجدها سواء في السوق أو أي مكان آخر وهذا ما جعل سعرها في متناول الجميع كالنحاس والحديد والألمنيوم . وهناك معادن يصعب الحصول عليها لقيمتها و جودتها العالية وهذا ما فرض غلاء سعرها كمعدن الذهب , لكن أندر أنواع المعادن وأغلاها سعرا هي الجواهر التي يصعب الحصول عليها وإمتلاكها لمميزاتها الخاصة والتي جعلت من يمتلكها مميزا عن الآخرين . قلعة النشامى نادي شباب خانيونس يمتلك جوهرتين خلقا ولعبا والتي تتمثل باللاعبين " خالد القوقا "و" محمد الحلاق " عندما يتم الكشف  عنها بإخراجها من الدواليب المغلقة " دكة البدلاء " والسماح لها باللعب تجذب أنظار الجميع من الجماهير والمتابعين من خلال المواصفات الخاصة التي تتميز وتتمتع بها والتي جعلتها تزداد لمعانا وتوهجا عن الباقين . الإمكانيات الفنية والبدنية التي يتمتع بها اللاعبين القوقا والحلاق جعلتها تشكل الفارق في  تركيبة النشامى  وكانت نقطة تحول في العديد من لقاءات الفريق في بطولة الدوري . لقاء النشامى أمام خدمات المغازي في ملعب الدرة يعتبر من أصعب اللقاءات التي واجهت الفريق لا سيما وأنه دخل الموقعة يفتقد لخدمات خمسة من لاعبيه الأساسيين  دفعة واحدة وكالعادة تصدرت جوهرة النشامى خالد القوقا المشهد وقدمت عرضا قويا ساهمت من خلاله  بشكل كبير بفوز فريقها في هذه الموقعة الصعبة ليتفاجىء الجميع في اللقاء الذي يليه بوجودها على دكة البدلاء . أسير الدكة محمد الحلاق الذي عندما يطلق له العنان ويدخل المستطيل تجد قيمة وجوده بين اللاعبين  للإمكانيات والملكات الخاصة التي يتمتع بها والتي دوما تشكل الفارق لصالح فريقها والتي كان آخرها لقاء غزة الرياضي فقد شكل نزول الجوهرة الحلاق نقطة تحول وكان له الفضل بإحراز هدف التعديل الثاني الذي بث الروح والعزيمة بزملائه اللاعبين ليقلبوا الطاولة على خصمهم بعد أن كانوا متأخرين ويخرجوا من هذه الموقعة الصعبة منتصرين ليعود في الموقعة التي تلتها لدكة البدلاء . اللقاء الأخير للنشامى أمام فريق الصداقة شاهد الجميع مدى التحول الكبير في أداء الفريق لا سيما بعد نزول القوقا في الشوط الثاني الذي كان محطة إمداد بالعديد من التمريرات لزملائه اللاعبين والتي شكلت خطورة كبيرة على مرمى الخصم والذي من خلاله نال القوقا إشادة وإستحسان الجميع من المتابعين والمحللين . الإمكانيات الفنية والبدنية لجوهرتي النشامى القوقا والحلاق جعلت منهما أمنية لكل مدرب ونادي الحصول على خدماتهما لا سيما وأنهما لاعبين صغار السن وما زالا في قمة عطائهما فلا يوجد مبرر من وجودهما على دكة البدلاء سوى نظرة المدرب الفنية وقناعاته الخاصة . في قاموس الكرة هناك لاعبين يخدمون أنفسهم ويخدمون الآخرين بينما على الجهة الأخرى هناك لاعبين فقط ينتظرون الخدمات من زملائهم ,  فالقوقا والحلاق من اللاعبين القادرين على خدمة أنفسهم في تسجيل الأهداف معتمدين على المهارة الفنية العالية التي تؤهلهم لإيجاد الحلول وخلخلة أقوى وأعتى الدفاعات والوصول لشبكة الخصوم بأقصر الطرق . كما أن الجوهرتين القوقا والحلاق بجانب قدرتهم على خدمة أنفسهم قادرين على خدمة الآخرين من خلال التمريرات السحرية الحاسمة لزملائهم اللاعبين التي من خلالها تسهل وصولهم لمرمى الخصم وتسجيل الأهداف . اللاعبين وقناعات المدربين في النهاية هي من تقول كلمتها لا سيما و أنك تتحدث عن قيمة وقامة تدريبية كبيرة بقيمة الكابتن ناهض الأشقر المدير الفني لنادي شباب خانيونس الذي حقق ثنائية الدوري والكاس مع النشامى والأخضر الرفحي من خلال رؤيته الخاصة لهاتين الجوهرتين من خلال الإحتفاظ بهما أحيانا على دكة البدلاء كأوراق رابحة وأحيانا أخرى يختار الدفع بهما من بداية اللقاء . ختاما ... إطلاق لقب الجواهر المدفونة على هذين اللاعبين في هذا المقال لم يأتي من فراغ والدليل أن أصحاب القرار في المنظومة الرياضية في قلعة النشامى لو تم الإعلان من قبلهما أن القوقا والحلاق للبيع فمن المؤكد أن الأندية وسماسرتها ستقف في طوابير على أبواب النادي للحصول على خدماتهما وقبل أيام قليلة تجسد ذلك عندما تقدم نادي هلال القدس أحد أندية دوري المحترفين بعرض للحصول على خدمات اللاعب خالد القوقا والذي قوبل برفض من إدارة النشامى لإيمانها العميق بقيمة هذا اللاعب و مدى تأثيره بقوام الفريق والفراغ الكبير الذي سيتركه في حال تم الإستغناء عنه لكن في النهاية تبقى قناعات المدربين هي من تقول كلمتها . 

عدد الزوار 23339، أضيف بواسطة/ عبد الله عبد المعين الفرا