40 ألف شيكل راتب شهري للاعب فلسطيني.. معقول؟!

مقال - محمود السقا

 

في عالم الكرة كل شيء جائز، حتى على صعيد الأرقام، غير المألوفة، في وسطنا الكروي المحلي.

 

خُذ مثالاً حيّاً على ذلك، طبقاً للمعلومات الواردة من أروقة وكواليس الأندية وفرقها الكروية، فإن لاعباً مثل فكتور مرعي، وهو مهاجم تعاقد معه نادي دورا، بالأمس القريب، إلى جانب تسعة لاعبين آخرين، سوف يتقاضى راتباً شهرياً يبلغ أربعين ألف شيكل، أي ما يزيد على عشرة آلاف دولار.

 

المبلغ كبير، بكل المقاييس، لكنه ربما يصبح عادياً في ظل حالة الجنون والسُّعار، التي بلغتها الكرة المحلية.

 

التعاقد مع فيكتور مرعي إيجابي في جانب، وسلبي جداً في جانب آخر.

 

إيجابية التعاقد تكمن في أن هناك إقبالاً مثيراً على الكرة، وكل ما يتعلق ويتصل بها، وهذا أمر جيد، لأن حرص إدارات الأندية على تجديد دماء فرقها بلاعبين من فئة "السوبر" إنما يُعزز في الأذهان أن الثقافة الكروية أصبحت حاضرة وبكل ما أوتيت من قوة وعنفوان في الوسط الرياضي الفلسطيني.

ولا شك أن مثل هذا الواقع له انعكاساته ومخرجاته لجهة تطوير واقع الكرة، من خلال استقطاب واستدراج أبرز المواهب والزج بها في الملاعب المحلية، ما يعني ازدياد واطراد حدة التنافس بين الفرق، وهذا بطبيعة الحال ينعكس على واقع المنتخبات، خصوصاً لجهة تحسين عروضها وتعظيم شأن نتائجها.

 

هذا عن الجانب الإيجابي، ولكن ماذا عن التداعيات السلبية لهذه الخطوة، وهي موجودة، وللأسف بكثرة؟

 

التعاقد مع عشرة لاعبين مؤشر سلبي وناقوس خطر يقرع، بقوة، بحيث يصل صوته المُزلزل إلى الأسرة الكروية كافة، كي يُنبهها إلى غياب الاهتمام بالفئات العمرية، وتجاوزها، إنما يعني المزيد من هدر الأموال، ما يترتب عليه اتساع رقعة الديون على الأندية، التي تجأر بالشكوى، بفعل الديون، التي تترتب عليها، أضف إلى ذلك، أن غياب المواهب الشابة، بالقفز عنها، وعن تنظيم بطولات لها إنما يُبقي على نفس الوجوه في المنتخبات الوطنية لدرجة تكلسها.

عدد الزوار 24818، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا