الطفل شراب.. الاول على خان يونس في حفظ الأحاديث
بملامحه البريئة، يبتسم محمد حسن شراب (12 عاماً) وهو يتسلم درع التكريم احتفاءً بتفوقه وفوزه بالمرتبة الأولى على مستوى خان يونس، والثاني على قطاع غزة في حفظ الأحاديث النبوية.
لم تكن هذه المرتبة بالجديدة على محمد بين أقرانه، ولكنها كانت بالمفاجأة أو إن شئت قل المعجزة بالنسبة لأهله وأقرانه، فقد سبق وأن حفظ من القرآن الكريم كاملاً.
كرامة
أبو عبد الله شراب والد الطفل محمداً كان مفتخراً مبتهجاً وهو يروي لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"حكايته عن طفله محمد، الذي حلّت بولادته البركة في بيت أهله كما يقول والده.
هو شعور الامتنان لله، بأنّ أكرم "أبو عبد الله" بطفله محمد بعد سنوات كان قد سبق وأن رزق الله "أبو عبد الله" بمولود البكر حيث كان معاقاً عقلياً، لكنه لم يكفر بنعمة الله، وتتابعت ذريته من البنات، إلى أن جاء "محمد" الذي بمولده حياةً جديدةً لعائلته ولأهله.
يشير أبو عبد الله أنّ محمد منذ صغره كان محباً للقرآن والصلاة في المسجد، يقول: "كنت اصطحبه معي للمسجد منذ نعومة أظفره قبل أن يدخل الصف الأول"، موضحاً أنّه واظب على حفظ القرآن والتمسك به حتى أتم حفظ "جزء عم" قبل أن ينتهي من الصف الأول.
ويؤكد والد الطفل المتفوق، أنه لشدة حب محمد للقرآن وتعلقه به فقد بدأ يتسارع في حفظ آياته وأجزاءه حتى أتم حفظه كاملاً في شهر رمضان الماضي.
ويعتز "أبو عبد الله" بطفله المتميز، معرباً عن أمله بأن يمن الله عليه بتحقيق طموحه بأن يصبح طبيباً متخصصاً ينفع بلده ووطنه ودينه.
مسابقة الأحاديث
كان يستشعر الطفل "محمد" بمعية الله دوماً وهو يحفظ القرآن ويتمتم بآياته في كل سبيل وطريق، غير أنه استهواه حفظ الأحاديث النبوية فكان لها، "فهو يرفض أن يسبقه أحداً في الحفظ أو التلاوة أو في المراتب المقدمة" كما يقوله شيخه ومحفظه عبد الرحيم الأزعر.
ولم يتوقع والد الطفل أن يبدع ابنه في حفظ الأحاديث النبوية كما كان حاله مع القرآن الكريم، ويضيف: "كان توجه محمد لحفظ الأحاديث متأخراً، ولكنه وبفضل الله أبدع، ولم أتوقع منه أن يصل لهذه المرتبة وكان هذا إنجاز كبير له خلال فترة قصيرة".
ويشجع والد الطفل المتألق، طفله دائماً على حفظ القرآن والالتزام بالصلاة والدراسة، وهو ما يشكل له حاضنة للانطلاق نحو الإبداع في كل مجال.
ولم يفت "أبو عبد الله" أنّ يشكر البيئة الحاضنة الثانية لطفله محمد، متوجهاً بالشكر لمشايخه ومحفظيه الذين ساعدوه وقدموا له وسائل الراحة وخاصة مركز تحفيظ القرآن الكريم في مسجد الشهداء.
قافلة القرآن
يعبر المحفظ الشيخ عبد الرحيم الأزعر عن إعجابه بنبوغ محمد وسرعة بديهته وحفظه وتلقيه للقرآن وعلومه، مبيناً أنّ حرصه وحرص على أهله كان من علامات ومبشرات فوزه بهذه المراحل المتقدمة في حفظ القرآن والسنة.
يشير المحفظ الأزعر في حديثه لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ محمد انضم لمركز التحفيظ منذ مراحله الابتدائية الأولى ليبدأ بتلاوة وحفظ القرآن بإتقان يفوق من هم في سنه، لافتاً إلى أنّه كان يحرص على الحضور مبكراً وعدم الغياب وذلك بفضل متابعة طيبة وحثيثة من والده.
ويشير الأزعر إلى أنّ مركزه "الشهداء" لتحفيظ القرآن الكريم يتميز بوجود الكثير من المبدعين في الحفظ والتلاوة، ولكن محمد حظي بالمرتبة الأولى بين أقرانه ومن هم في عمره.
ويعبر شيخ محمد عن فخره بهذا الإنجاز الذي وصل على يديه للطفل محمد، سائلاً الله القبول وأن يكون محمد ذخراً لأهله ووطنه ودينه.
عدد الزوار 17401،
أضيف بواسطة/
محمد صلاح الفرا