من وسط المحاصيل و الحقول تخرج النجوم ... شباب الزوايدة و البحث عن الزمن الجميل

غزة - الأقصى سبورت - ماهر الزر 

قرية الزوايدة تلك البقعة الجغرافية الهادئة الواقعة في المحافظة الوسطى، و التي تعتبر الزراعة هي مهنة معظم ساكنيها.

طيبة أهلها و كرم ساكنيها هي السمة الغالبة على أهالي القرية الذين عشقوا منذ الأزل ممارسة لعبة كرة القدم، ومتابعتها و خصصوا بعض أراضي القرية الزراعية كملاعب ترابية لممارسة اللعبة.

و اجتهد وجهاء و أصحاب القرار في هذه القرية على أن يكون هناك مركز شبابي كحاضنة للرياضيين في القرية، و يعمل على تطوير قدراتهم من خلال الإهتمام بمواهبهم، و يكون هذا المركز ممثلا للقرية في الإستحقاقات المحلية، و بالفعل تم تأسيسه و إنشائه على نفقات أهالي القرية و أطلق عليه نادي شباب الزوايدة.

نادي شباب الزوايدة منذ نشأة البطولات المحلية لا سيما بطولة الدوري العام لكرة القدم فرض هيبته بين الفرق الكبيرة، من خلال كوكبة من نجومه عكست الصورة الجميلة لكرة الزوايدة، و نستحضر من هؤلاء العمالقة " صبحي أبو زايد و زايد أبو زايد و رياض بريك و سامي العش و زكي الطلاع و بسام أبو سليم و محمد الحوتي و خميس حسونة.

أبناء الكتيبة الصفراء كانوا ممثلين للمحافظة الوسطى في الدرجة الممتازة برفقة خدمات المغازي و خدمات النصيرات و أهلي النصيرات قبل أن تدفع المحافظة فاتورة و ضريبة الإهمال على مستوى البنية التحتية الرياضية من قلة الملاعب و الموارد المالية، لتتساقط أندية كأوراق التوت نادي تلو الآخر فكان الزوايدة أول المغادرين موسم 2006، بمغادرة سرب الكبار لدوري المظاليم قبل أن يعود المغازي من جديد، و الذي لا زال يعاني لعدم وجود ملعب جاهز فإضطر للعب على ملعب الدرة الترابي.

شحذ الهمم و لملمة الأوراق هو شعار مجلس إدارة نادي شباب الزوايدة في الوقت الحالي، من خلال العمل على تجهيز فريق كرة قدم قادر على تحقيق طموحات جماهير القرية، بالعودة من جديد لأمجاد الماضي التليد بعد إنحدار الفريق و إستقراره في الدرجة الثالثة.

بطولة كاس القطاع الحالية و الظهور الأول للفريق بقيادة الكابتن حافظ أبو عطيوي أمام متصدر الدرجة الثانية رياضي بيت حانون، و ما قدمه شبان الزوايدة من عرض كروي جميل على أرضية ملعب التفاح و نالوا من خلاله إستحسان و إشادة الجميع رغم خسارتهم بركلات الجزاء.

ما ميز هذا الفريق أن جميع لاعبيها من صغار السن فأكبرهم لم يتجاوز العشرون عاما، و هو ما زاد حماسة أصحاب القرار في القرية على الإلتفاف و التكاثف حول هذا الفريق، كنواة تأسيسية و لبنة أولى من لبنات البحث عن الماضي الجميل و العودة بالنادي لدوري الكبار.

التكاثف و التلاحم و تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و إنصهار كافة الجهود المخلصة في بوثقة واحدة كفيلة بإختزال المسافات و مسابقة الزمن لتحقيق الحلم المنشود.

ربان السفينة في هذه المرحلة الحاسمة و الحرجة من تاريخ هذا القرية المختار محمد أبو زايد و رفاقه من مجلس إدارة النادي هم رهان أهالي القرية لتحقيق طموحاتهم و أحلامهم، و كانت الخطوات عملية بإمتلاك القرية مقومات النجاح من خلال ملعب مجهز يشرف عليه رئيس النادي، و يحاول دينامو المؤسسة الماكينة التي لا تكل ولا تمل الكابتن هشام أبو زايد نائب رئيس  النادي من العمل على تذليل و تسخير كافة العقبات أمام الفريق لخلق و توفير مناخ رياضي نقي للاعبين لإخراج طاقاتهم المخزونة فالاستقرار الاداري يولد الإستقرار الفني فهو من يعمل على حل كافة القضايا العالقة كما واصل الكابتن نائل أبو زايد المشرف الرياضي في النادي جهوده الجبارة  بتعشيب ملعب النادي أيضا بالعشب الصناعي و جميعها جاهزة لإستقبال تدريبات الفريق.

ختاما ... محاصيل و حقول قرية الزوايدة لا زالت تخفي بين أوراقها و أشجارها الكثير من المواهب و النجوم القادرة على حمل الأمانة و القتال، لرفع إسم الزوايدة عاليا من جديد في مسابقات كرة القدم.

 

عدد الزوار 22677، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا