على اتحاد الكرة أن يشعر بالقلق !!

لم يحمل الأسبوع الفائت، أية بشائر للمنتخبات الكروية الفلسطينية. تعادل الفدائي الكبير أمام تيمور الشرقية 1/1، في التصفيات الآسيوية المزدوجة، لتتعقد حظوظه بالتأهل.. وأخفق المنتخب الأولمبي، في مهمته بدورة غرب آسيا، بخسارتيه أمام قطر 3/0 واليمن 3/1، قبل الفوز على الأردن بهدف.. كما أخفق منتخب الشباب، في بلوغ النهائيات القارية، بهزيمته القاسية أمام الإمارات 5/0، والتي جاءت بعد فوزين، على الهند 0/1، وافغانستان 0/2.

ورغم أن تلك النتائج، بعضها معقول، وبعضها الآخر ليس كذلك، وفق التوازنات الكروية، التي تحكم منتخباتنا مع منافسيها، إلا أن الأمر المؤكد، بعد هذه النتائج، أن على اتحادنا الكروي، أن يشعر بالقلق، على مستقبل منتخباتنا الوطنية، وخاصة، المنتخب الوطني الأول.

تَعرف المنتخبات الناهضة مستقبلها، قبل بضع سنين، لأن عملية البناء، تبدأ من القاعدة، وتصل إلى الرأس، ولا يمكن أن يكون رأس المنتخبات الوطنية صلباً وقوياً، إلا إذا بُني على قاعدة قوية، والواقع يقول، إن قاعدة بناء منتخباتنا المحلية، وهي منتخبات الناشئين والشباب، ليست بالكفاءة المطلوبة، ومن المستحيل، أن تؤسس لبناء منتخبات كبيرة، في المستقبل، بدليل النتائج المسجلة، في التصفيات القارية.

قد ينظر البعض، بعين الرضا، لاحتلال المركز الثاني في المجموعة، خلف الامارات، وهذا من وجهة نظر كروية، منطقي ومعقول، بالنظر لقوة الأبيض، لكنّ الانتصارات الصعبة، وبنتائج متدنية على الهند وأفغانستان، والهزيمة القاسية بخماسية، أمام الإمارات، حملت جوانب معتمة، تحتم على اتحادنا، أخذها في عين الاعتبار، عند استشرافه للمستقبل.

علينا أن نعترف، منذ الآن، أن فدائي الشباب، سيكون الفدائي الأول في قادم السنوات، وأن الفروقات الواضحة بين الفدائي والأبيض، تؤسس لنفس الفروقات، والنتيجة الأكيدة، أن الامتداد الطبيعي للفدائي الكبير، لن يؤهله لبلوغ مرحلة، تمكنه من مقارعة الكبار، كما أن الأشقاء في اتحاد الإمارات، باتوا متيقنين، ومطمئنين، إلى شكل ومكانة منتخبهم الأول، في المستقبل.

ولا يخرج عن هذا السياق، نتائج المنتخب الأولمبي، فهي أيضاً، تؤشر لما سيكون عليه حال الفدائي في المستقبل، وبإمكان اتحاد الكرة، أن يستقرأ منذ الآن، أي مستقبل ينتظر الفدائي، عندما يترقّى لاعبو المنتخب الأولمبي، ليصبحوا الدعائم الأساسية للمنتخب الأول!!

النظر إلى المستقبل، والتخطيط لمشاركات أكثر فاعلية، وأفضل أداءً، بعد وضع اليد على الجرح، وتحديد مكامن الخلل، أولى من الاستمرار في تقديم الأعذار، لتبرير الإخفاقات، والانزواء في أركان الظروف الصعبة. نعم هناك فشل، ولكننا نريده الفشل، الذي يخلق لمنتخباتنا فرص النجاح، في المشاركات القادمة.

لماذا ظهر الفدائي الشاب، والفدائي الأولمبي، بهذا الأداء، وهل بالإمكان تصحيح الأخطاء، والأسباب التي قادت إلى تلك الأخطاء، من لاعبين وخطط وتحضيرات؟ يجب أن تظل محور النقاش داخل أروقة اتحاد الكرة، والأجهزة الفنية للمنتخبات، حتى نتفادى تكرارها، ونصل إلى حديقة النجاح في المستقبل.

عدد الزوار 26622، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا