اللعب في فلسطين شرف وليس مهانة

حصل الاتحاد السعودي لكرة القدم، على مراده، بنقل مباراة منتخبه، أمام منتخبنا الفلسطيني، المقررة في 13 أكتوبر الحالي، إلى خارج فلسطين، بقرار ظالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاء استجابة ل"الظروف القاهرة"، التي قدمها مسئولو الاتحاد السعودي إلى الفيفا.. لا نستغرب ذلك، لمعرفتنا بنفوذ الاتحاد السعودي، داخل مؤسسة الفيفا الفاسدة، ولكننا نستغرب الدوافع، التي ساقها رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، لتبرير قرار نقل المباراة، ونقلتها صحيفة اليوم السعودية، حيث حملت مغالطات عديدة، لا يمكن السكوت عليها.. وكان مما قاله عيد: "من الصعب أن يلعب المنتخب هناك، كون المملكة العربية السعودية، ترفض بشكل تام، التعامل مع الكيان الصهيوني، حتى في كرة القدم، وبالتالي، لا تريد أي مهانة، لأي مواطن سعودي، من قبل اليهود، من خلال معابرها".

أن ترفض المملكة التعامل مع الكيان الصهيوني، بشكل تام، حتى في كرة القدم، فهذا شيء أصيل وطبيعي، بل والكل الفلسطيني يريده من المملكة، ومن كل الأشقاء العرب، في كرة القدم، وفي غير كرة القدم، ولكن، من قال، إن المملكة بلعبها مع فلسطين، في فلسطين، تتعامل مع الكيان، مع العلم، أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، طمأن الجانب السعودي، بنقل الأخضر إلى فلسطين، بطائرات خاصة، حتى يتجنّب أي احتكاك، ولكي لا يحصل أي نوع، من أنواع التعاون، مع الطرف الصهيوني!!

ثم، لماذا يتم تصوير الحضور إلى فلسطين، على أنه مهانة، لا يرضاها السيد أحمد عيد، لأي مواطن سعودي، من قبل اليهود، من خلال معابرها، وكأن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، يُروّج للمهانة، ويسعى إلى إلصاقها بمنتخب المملكة، من خلال الإصرار، على لعب المباراة في ملعب فلسطيني.. كان الأجدر بالسيد أحمد عيد، أن يبتعد عن استخدام الألفاظ المستفزة للمشاعر، فلا اتحادنا يرتضي المهانة، أو يقبلها لأحد، ولا كل من حضروا إلى ملاعبنا، لملاقاة منتخباتنا، يرتضون المهانة، للاعبيهم ولشعوبهم الحرة والكريمة!!

وبعد أعلن السيد أحمد عيد، أنه نال موافقة لجنة تنظيم كأس العالم، التي يرئسها الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة، وتضم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، البحريني سلمان بن إبراهيم، وعضو تنفيذية الفيفا، الكويتي الشيخ أحمد الفهد، لنقل المباراة إلى ملعب محايد، هل يعتبر السيد عيد، استناداً إلى رؤيته وتبريره لعدم الحضور، أن الفِرق والمنتخبات البحرينية، التي ينتمي إليها رئيس الاتحاد الآسيوي، وكذلك الشيخ أحمد الفهد، الذي حضر شخصياً إلى فلسطين عام 2009، يرتضون المهانة، لأنهم حضروا إلى فلسطين، ولعبوا أمام منتخباتها؟!

ويقول السيد أحمد عيد، إن الفيفا نقل المباراة، استجابة لخطاب رسمي "طالبنا من خلاله بحقوقهم كسعوديين بحيث نمارس كرة القدم في التصفيات في مأمن وتحت مظلمة الاتحاد الدولي"، وباعتقادنا، أن هذا، ليس له علاقة بالحقوق، ولا ممارسة اللعبة، وإنما هو تطبيق فعلي لسياسة الكيل بمكيالين، وإلا، فلماذا وافق الفيفا من الأساس، على إعطاء فلسطين، حق الملعب البيتي، وسمح للفرق والمنتخبات الاسيوية، باللعب في فلسطين، رغم أن مبررات عدم الحضور قائمة، من قبل أن يقدمها اتحاد الكرة السعودي، وهل أن حقوق فلسطين منقوصة في تثبيت الملعب البيتي، بحيث تُجبر منتخبات على الحضور، ويسمح لأخرى بالامتناع، هل هو تناقض في قوانين الفيفا، أم ازدواجية معايير، تمارسها المؤسسة الدولية المتهالكة؟!

جميع الأشقاء والأصدقاء، الذين واجهوا منتخباتنا الفلسطينية في ملعبنا البيتي، أكدوا أن اللعب في فلسطين شرف، ومن المؤسف أن الشعور بالمهانة، عند اللعب في فلسطين، لا يراود سوى الأشقاء السعوديين فقط.

عدد الزوار 32334، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا