صور :"ولاء" فنانة غزية تبدع بالرسم بالبهارات والرمان!

 تجلس الفنانة التشكيلية في مطلع العشرينيات من العمر ولاء أحمد أبو العيش التي تقطن بمنطقة حي التنور شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داخل غرفتها الصغيرة التي شهدت على ولادة موهبتها، تقوم بتحضير المعدات الخاصة بالرسمة التي تنوي ترجمتها على لوحة صغيرة بعد أن استوحتها من الحياة الواقعية التي تعيشها برفقة أسرتها.

ولاء الفنانة التشكيلة التي بدأت ممارسة موهبتها التي اكتشفتها منذ نعومة أظافرها، بالرسم على الدفاتر المدرسية بأقلام الرصاص وبعض الألوان الخشبية، والمشاركة في المخيمات الصيفية الخاصة بتنمية المواهب، تحديداً مخيمات الفنون الجميلة.

وتقول التي تدرس بجامعة الأقصى بغزة، كلية الفنون الجميلة لـ مراسل "دنيا الوطن" :"حبي للفن وللرسم جعلني ألتحق بكلية الفنون، بعد أن بدأت موهبتي منذ صغر سنى من خلال المشاركة في العديد بالأنشطة والمسابقات."

وتضيف وهي تجلس على كرسيها التي اعتادت الجلوس عليه عند ممارستها لموهبتها الذي بدأت منذ طفولتها "في بداية موهبتي كنت ارسم بأقلام الرصاص وألوان الشمع التي يستخدمها الفنان في بداية موهبته، ومن ثم تطورت موهبتي إلى أن وصلت للرسم بالبهارات وعصير الرمان الذي هو من اختراعي."

وتتابع ولاء :"حبي لموهبتي التي بدأت منذ الصغر، جعلني أطورها بشكل كبير، لأن الذي يحب عمله وموهبته يبدع بها."

حبها وعشقها لفاكهة الرمان جعلها تتميز باختراع فن جديد يعرف بالرسم بالرمان، فتقول :"في ذات يوم كنت جالسة برفقة عائلتي التي ساعدتني على تنمية موهبتي، أحتسى الطعام وبعد ذلك تناولت فاكهة الرمال التي اعشقها، فنزل بعض الماء المتواجد داخل حبة الرمان على الأرض، فلت انتباهي جمال لونه وبراقته، بعد ذلك حاولت الرسم به وكانت الرسمة الأولي لي بماء الرمان هي رسمة العين التي أعتز بها بشكل كبير."

وقامت ولاء برسم عدد من الشخصيات والقيادات التي تعتبرها رمز للشعب الفلسطيني، الذي يفتقدهم وبشده في هذه الأيام، أمثال الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات بالقرفة، والشهيد القائد أحمد ياسين بالعصفر، كذلك الشاعر الفلسطيني محمود درويش شاعر القضية والإنسان بالكاكاو وجزء منه بالرمان، وعدد من اللوحات الفنية الأخرى التي تعبر عن ما يمر به الشعب الفلسطيني.

تحاول ولاء من خلال رسوماتها التي تعبر بها عما يدور بداخلها عن طريق "بهارات الطبيخ" كالعصر والكمون والكاكاو والقرفة وغيرها، ايصال رسالة الشعب الفلسطيني للعالم وتوضيح مدى الظلم الذي يعانيه المواطنين جراء سياسة الاحتلال الإسرائيلي.

واستطردت حديثها وهي تقوم برسم الرئيس الراحل ياسر عرفات "حبي للتميز والتغيير وايضاح رسالة شعبي بطريقة مختلفة كل ذلك العوامل ساعدتني على اكتشاف فن الرسم بالبهارات التي نستخدمها في حياتها بشكل كبير".

وأشارت ولاء إلى أن الفن رسالة سامية يعبر بها الفنان عما يدور بداخله، ويجب أن يتم الاهتمام به من قبل الجهات المسؤولة في المجتمع، لأنه سلاح قوي.

وبينت أن الفن هو سلاح جديد للمواطنين في قطاع غزة، ليتحدوا به الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر القطاع منذ أكثر من ثمانية سنوات.

وحصدت الفنانة التشكيلية ولاء عدة جوائز محلية، أهمها جائزة المركز الأول في مسابقة أفضل لوحة فنية تحاكي يوم الأرض من جمعية الثقافة والفكر الحر، وكذلك الحصول على جائزة من مركز زاخر، ومن الهيئة القانونية للنعف ضد المرأة.

وتمنت ولاء أن تصل إلى ما تسمو إليه وتطور موهبتها حتي تصل بها إلى أعلى الدرجات، كذلك الرقمي بمستواها الفني وعمل معرض فني يختص بها لعرض موهبتها أمام الجميع التي تعتبرها من المواهب النادرة في الوطن العربي.

ويشاهد الزائر لغرفة ولاء لوحات عديدة وجميلة تزين غرفتها الصغيرة، قامت برسمها خلال فترة تطوير موهبتها، تعبر عن مدى حبها لموهبتها.

  
 
  

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

عدد الزوار 43617، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا