عقارب الزمن لن تدور الى الوراء

بقلم : عمرالجعفري
المحرر الرياضي
يبدوا ان قضيةالملعب البيتي الفلسطيني قد عادت هذه الايام الى الواجهة ، بعد الرفض السعودي حتى اللحظة ، بالدخول الى فلسطين ،واجراء لقاء الاياب في التصفيات المزدوجة على الارض الفلسطينية ، وفق لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم او وفق اللوائح التي تنظم على اساسها التصفيات المزدوجة " الاسيوية وكأس العالم "
ولعل من الغريب ان فلسطين التي كتب عليها ان ترزح تحت أحقر احتلال ، هي الوحيدة التي تعاني من هذه المسألة ، فباقي دول العالم تتمتع بامتيازالملعب البيتي، واذا حدث غير ذلك ،فان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا " يكون قد فرض على هذه الدول عقوبات ، وتزال هذه العقوبات ، بزوال الاسباب .


لكن دعونا نخاطب الاخوة السعوديين بكل مودة ، وبالمودة التي نكنها لهم ، كيف لا وهم من وقفوا الى جانب قضيتنا العادلة ؟ وان كنت اعتبر هذا الموقف هوالتزام ادبي واخلاقي ووطني اتجاه فلسطين وما تحتضنه من مقدسات ، كما انني شخصيا احترم الموقف السعودي السياسي المقاوم للتطبيع والملتزم به بل واطالب جميع الدول العربية والاسلامية وكل احرار العالم بعدم التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي يحتل ارضنا ويهدم مقدساتنا .

وبالعودة الى المربع الاول يجب علينا الاعتراف بان المملكة العربية السعودية هي من الدول التي دعمت التوجه الفلسطيني في قضية الملعب البيتي وهذا موقف نشكرهم عليه ، لكن عندما وقعت السعودية في مجموعة فلسطين في التصفيات المزدوجة ، وكان من المفترض ان يأتي المنتخب السعودي الى رام الله لاجراء لقاء الذهاب ، تدخل السياسيون وتم نقل المباراة الى الدمام ، وقلنا لا مانع بالرغم من الالم النفسي والمعنوي الذي لحق بالمنتخب الفلسطيني والجماهير الفلسطينية والتي كان تحضر لاحتضان الاخوة السعوديين ، كان ذلك على امل رد الزيارة " وفق القانون الرياضي " الذي نعرفه ونحن اطفال صغار   ، اي ان يجري لقاء الاياب في رام الله ، وهنا اطرح سؤالا : هل يعقل للاخوة السعوديين ان يقبلوا ان يجري لقاء الذهاب على ارضهم ولقاء الاياب على ارض محايدة ؟؟؟ أليس هذا ظلما رياضيا بحق المنتخب الفلسطيني ...!! أليس ذلك يعني ان منتخب فلسطين لعب لقائي الذهاب والاياب خارج ارضه فيما بقية المنتخبات لعبت على ارضها وعلى ارض الخصم .

واذا كنتم لا تريدون القدوم الى رام الله في مباراة الاياب فلماذا لم تطرحوا مع من نقل مباراة الذهاب الى الدمام على اقامة لقائي الذهاب والاياب على ارض محايدة ، ثم لماذا تناقشون قضية مكان مبارة الاياب اليوم ...!!! ولماذا سكتم كل هذه الفترة ؟؟؟


ثم اذا قبلنا ان نلعب مباراة الذهاب والاياب امام السعودية على ارض محايدة او وفق الفهم السعودي باجراء لقاء الاياب في الاردن او اي دولة يختارها الفلسطينيون فاين مبدأ تكافوء الفرص بالنسبة للمنتخب الفلسطيني ولغيره من المنتخبات ؟؟؟

واذا كنتم اخوتي تعتبرون الدخول الى فلسطين  عبر المعابر تطبيعا مع الاحتلال وهذه وجهة نظركم لا نريد ان نناقشكم فيها ...!! فقد اقترح اللواء الرجوب في اجتماع عمان نقلكم بطائرة خاصة دون المرور عبر هذه الحواجز ،وتحط بكم الطائرة في رام الله حيث كانت تهبط طائرات العديدمن الزعماء العرب والمسلمين دون اي تدخل من قبل المحتل ولا حتى رؤيته .

ثم يا اخوتي ماذا لو  رفضت بقية دول العالم القدوم الى هنا بحجة الاجراءات الاسرائيلية واستندوا في موقفهم هذا على الموقف السعودي ، الا يحرمنا هذا  من امتياز الملعب البيتي الذي ساهمتم في تحقيقه لفلسطين مع بقية احرار العالم .

ان ما تخوضه فلسطين من معركة مع الاحتلال داخل اروقة الفيفا وانتم تساندوننا في ذلك يتطلب من كل احرار العالم والعرب في مقدمتهم الوقوف الى جانب الحق الفلسطيني وان توجه كل السهام الى اسرائيل ، واسرائيل وحدها ، التي لا تلتزم بقواعد الشرعية الدولية الرياضية واي مواقف جانبية غير ذلك تضعف الموقف الفلسطيني الذي عرف عنكم الوقوف الى جانبه دائما .


الاخوة السعوديون : اننا هنا نثمن كل المواقف المؤيدة لقضيتنا ونسعد عندما يمتنع لاعب عربي او غير عربي عن مواجة  لاعب اسرائيلي انتصارا لقضية فلسطين ، واعتقد انكم تعرفون ان جوزيف بلاتر  والعديد من عرابو التسويات طرحوا علينا ان يلتقي منتخبنا مع المنتخب الاسرئيلي تحت شعارات عدة ، لكننا رفضنا ذلك لاننا نعتبر ذلك تطبيعا مع الاحتلال الذي يحتل ارضنا ويدنس المسجدالاقصى لكننا يا اخوتي يجب ان نفصل ما بين موقفكم السياسي بشأن التطبيع والموقف الرياضي الذي ينطلق من انضمامنا نحن واياكم الى منظمة "الفيفا " التي قالت بضرورة توجهكم الى رام الله لاجراء لقاء الاياب فيها .

اخوتي لقد سعدنا سويا عندما عادت عضوية فلسطين في الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد ان سرقها الاحتلال طيلة السنوات السابقة ، كما اننا نفرح سويا عند كل انجاز فلسطيني رياضي ، والملعب البيتي واحد من الانجازات الرياضية الفلسطينية التي فرحتم كما فرحنا عندما تحققت لفلسطين ، هذا الانجاز الذي تحقق بعد عذابات طويلة لهذا لا ولم ولن نقبل ان تدور عقارب الزمن الى الوراء .

في النهاية نحن مشتاقون لكم وحدقات عيون الفلسطينيين تنتظركم فرحا وبهجة ، فانتم اهلنا وعشيرتنا وربعنا ، فالقدس تناديكم فلبوا النداء .

عدد الزوار 23908، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا