البسط اليدوية مهنة تقاوم الاندثار في الاعياد

في أيام كثيرة لا يجد المواطن السبعيني عوني ابراهيم الصواف زبائن في محله الخاص بصناعة وبيع البسط اليدوية ولكنه في مواسم الاعياد يجد متسعا من الرزق يساعده على مواصلة العمل في مهنة يعمل بها منذ أكثر من ستين عاما بعد ان ورثها عن آبائه وأجداده الذين مارسوا هذه المهنة منذ زمن طويل .

 

 

ويحرص كثير من الفلسطينين وخاصة "بيت العائلة" بالبسط اليدوية لما لها من رونق خاص.

 

 

ويقول الصواف في حديثه لمراسل معا :" وجدنا ابائنا واجدادنا يعملون في هذه المهنة وتعلمناها منهم ، حيث كنا نحصل من وراء هذه المهنة على مرابح ورزق كثير وكانت البلاد مفتوحة ع بعضها وكان في عمل و رزق وشغل كثير ".

 

 

 

ويضيف الصواف :" كان يعمل لدينا 14 صناعيي ومئات الغزلات الذين يقمن بغزل الصوف ".

 

 

 

ويوضح الصواف كيفية عمل البسط اليدوية قائلا :" كنا نأتي بهذا الصوف من مصر ونقوم بغزله ومن ثم نقوم بإرساله إلي الكرداشة حتى يتكردش ثم نقوم بصبغه بالألوان ومن ثم إرساله الي البحر حتى يتم غسله ومن ثم نبدأ بالعمل به على الماكينة ونقوم بتدويره عن طريق المواسير.

 

 

 

ويتابع الصواف حديثه لمراسل معا ويقول أن هذه الصناعة منذ مئات السنين ولكنها استحدثت حاليا حيث كانت في السابق تحت الأرض أما الآن أصبحت فوق الأرض حيث أن العمل فيها تطور ولكن بشكل بسيط .

 

 

 

ويشير الصواف الي أن شغل المكائن يختلف عن العمل اليدوي ، فالعمل اليدوي منتجاته تصبر لزمن طويل حيث أنه يكون متماسك مع بعضه البعض .

 

 

 

 ويوضح أن هذه الاشياء يهتم بها الأجانب حيث أنهم عندما كانوا يأتوا من السبع أومن الداخل من حيفا وغيرها كان يأخذوا بسط كثيرة لوضعها في الدواوين لكن بالنسبة لنا في الوقت الحالي لا يوجد عليها إقبال ولهذا السبب يوم نعمل ويوم لا نعمل ، واذا استمر هذا الوضع سوف تندثر هذه المهنة .

 

 

ويقول الصواف:" إن أبنائنا لا يريدون أن يتعلموا هذه المهنة فهم يبحثون عن مهن اخري أو وظائف في الدوائر الحكومية ؛ لأن ليس عليها اقبال وهي متعبة أيضا ، وهذه صنعة الاباء والاجداد فنريد الحفاظ عليها لذلك نحن مستمرين بالعمل فيها حتى ما تضيع ".

 

 

 

وبالنسبة للرعاية والاهتمام بهذه المهنة قال الصواف :" لو كانت هناك رعاية سوف يختلف الوضع ويصبح هناك عمل حيث كان في السابق يعمل الكثير من الصنائعية وعشرات الغزلات ، وكانت الكثير من العائلات تأكل قوت يومها من وراء هذه الصنعة ، أما في الوقت الحالي لا يعمل فيها سوى اثنين أو ثلاثة" .

 

ويبين الصواف أن هذه المهنة كل ما تنتهي لأنه لا يوجد حكومات تهتم بهذا الأمر، حيث كانت الحكومة المصرية في عام 1967 م تهتم بهذا الأمر وكنا نأخذ من عندهم الصوف ولا يأخذون عليه جمارك ولا ضرائب فكانت هناك تسهيلات خدمة للشعب الفلسطيني ، أما الان لا يوجد اهتمام من قبل الحكومتين في الضفة وغزة فهم لا يعتنون بهذه الأشياء .

 

 

 

 "فالزمان غير الزمان والمكان غير المكان والناس غير الناس في هذه الأيام "بهذه المقولة اختتم الصواف حديثه .

 

ويقاوم الصواف بصناعته البسيطة الصناعات الحديثة من الموكيت والسجاد الذي يتوفر باسعار رخيصة مقارنة بالصناعات اليدوية.

عدد الزوار 25944، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا