من هناك.. إلى هنا

أصبح لقاء الفدائي والشقيق السعودي برسم التصفيات المزدوجة حديث الشارع الرياضي، حيث يصر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على إجراء اللقاء على الملعب البيتي بإستاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس، فيما يواصل الاتحاد السعودي رفضه اللعب على الأراضي الفلسطينية بإدعاء أن ذلك من سمات التطبيع.

ومباراة من هذا القبيل.. كان يجب أن تقام وفق لوائح الفيفا.. حين تلعب منتخبات المجموعة الواحدة.. بنظام الذهاب والإياب.. وحيث أن مباراة الذهاب قد جرت أحداثها بالمملكة.. فيجب أن تجري مباراة الإياب هنا في فلسطين.. وأعتقد أن الأشقاء في السعودية قد جانبهم الصواب بإصرارهم على نقل المباراة إلى خارج فلسطين.. وهذا ليس من حقهم.. لقد هرمنا.. حتى نشاهد ملعبنا البيتي.. وقد تم إنشاؤه من قبل الفيفا.. حتى نستطيع استضافة الفرق على أرضنا.. وهذا ما كان في لقاءنا والإمارات الشقيق.. حيث نجح اتحادنا وبامتياز في تنظيم المباراة.. حسب لوائح الفيفا.. بل وأكثر من ذلك.. ويشهد على هذا الأمر.. الأشقاء الإماراتيين.. الذين جاؤوا وعادوا إلى بلادهم.. ولم يتعرض لهم.. أي كان من الطرف الآخر.. وهذا ما سيكون مع الأشقاء في السعودية.. ونحن لسنا سبباً في هذه الإشكالية.. وإنما تم اقتيادنا لنكون طرفاً في المشكلة.

إن لقاء الفدائي والأخضر السعودي.. هو لقاء رياضي بامتياز.. ولأنه رياضي بحت.. فيجب أن لا يتدخل أهل السياسة بهذا الموضوع.. لأن القائم على رياضتنا.. هو إنسان وطني.. قادر على اتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن.. وقد التزم بإقامة لقاء الذهاب.. رغم تدخل البعض.. بنقله من هنا إلى هناك.. وهذا ما أثر علينا في قرار اللقاء المقرر هنا في الإياب.. حيث يعتقد البعض.. أن ذلك قد ينطبق على مباراة الإياب.. ولكن ذلك لن يكون.. وهذا مدعاة للتساؤل.. حول امتناع الأخوة في السعودية عن عدم خوضهم اللقاء هنا.. وموضوع التطبيع.. موضوع ممجوج.. لا قيمة له.. لأن الحديث عنه.. يدلل وكأن الاتحاد الفلسطيني.. يمارس هو الآخر تطبيعاً مع الاحتلال.. ولذا يجب إغلاق هذه الجزئية المقيتة.. والحجة في ذلك واهية.. وتعبر عن قصر نظر.

إن الحركة الرياضية في بلادي.. تشهد حراكاً غير مسبوق.. وعلى صعيد لعبة كرة القدم.. فحدث ولا حرج.. بل حدث بكل فخر واعتزاز.. حتى وصلنا.. لموضوع الملعب البيتي.. الذي أصبح إنجازاً بحكم الإعجاز.. ولا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه.. وقد أصبحت تلك الحركة الرياضية.. جزءاً من مشروعنا الوطني المقاوم للاحتلال.. حيث تغيرت الصورة النمطية عن كرة القدم في بلادي.. وخاصة بعد كونغرس زيورخ الأخير.. وتشكيل لجنة رقابة بآليات معتمدة من قبل الفيفا.. للحد من الخروقات الإسرائيلية في حركتنا الرياضية التي تدور مع تقدم عجلة الرياضة العالمية.

إن الإنسان الفلسطيني المرابط على أرضه إلى يوم الدين.. بحاجة إلى دعم وإسناد وتعزيز صموده وبالوقوف إلى جانبه وخاصة في المدينة المقدسة الساكنة فينا ليل ونهار.. حيث تجري أحداث اللقاء بين فلسطين والسعودية.. وهذا هو المأمول والمطلوب من الجانب السعودي.. الذي عليه أن يقصي من عقليته مفهوم التطبيع وأشياء أخرى عن فلسطين.

إن اتحاد الكرة الذي تحول إلى مؤسسة يعتد بها.. محلياً ودولياً.. قد أكد مراراً وتكراراً أننا لن نكون "الحيط الواطي" في شأن ملعبنا البيتي.. وقد قرر أيضاً أن يكون اللقاء هنا.. على أرضنا.. بعيداً عن تدخلات تجري من هنا وهناك والتلويح مجرد التلويح بالاستقالة من قبل الاتحاد .. مرفوض مرفوض .. وكلي ثقة أن القرار الفلسطيني بهذا الشأن.. سيكون قراراً وطنياً.. نابعاً من حرص القيادة الرياضية.. على أهمية منجز الملعب البيتي.. ولذا فإن الأخضر السعودي سيكون هنا.. في فلسطين.. وعلى هذا الأخضر الحبيب.. أن يشتري زمناً في القدس.. كما نفعل نحن.. وربما شبل عربي يحمل مع شقيقه الفلسطيني.. علمنا المقدس فوق أسوار القدس.. ومآذن القدس.. وكنائس القدس.

عدد الزوار 23089، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا