ما وراء زيارة الرئيس أبو مازن لروسيا ؟
أكد السفير الفلسطيني في روسيا عبد الحفيظ نوفل أن زيارة الرئيس أبو مازن لروسيا الاتحادية بهذا الوقت عملية استثنائية لمجموعة من الأسباب أهمها التعنت الإسرائيلي المتزايد باتجاه القدس والمسجد الأقصى ومحاولة تقسيمه زمنيا ومكانيا ، والأخطر من ذلك قيادة المنطقة إلى حرب دينية لا تحمد عقباها وتضيف أزمة إلى الأزمات التي تعاني منها المنطقة ، مشيرا إلى التعثر والانسداد الذي يصيب عملية السلام بسبب السياسة الإسرائيلية المتعسفة.
وأضاف في حديثه لـ " دنيا الوطن" : " كان أحد القضايا الهامة مراجعة العلاقة مع الجانب الروسي ومعرفة موقفهم من إسرائيل، والرؤيا المشتركة نظرا لأن الروس أصدقاء تاريخيين للقيادة الفلسطينية وللرئيس أبو مازن شخصيا ، أما الجانب الأخر ينصب في ذهاب الرئيس إلى الأمم المتحدة يوم الجمعة القادم وكذلك الرئيس الروسي بوتين سيغادر إلى الأمم المتحدة فكان لابد من تنسيق المواقف السياسية في الشرق الأوسط فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني من جهة والتطرف وداعش من جهة أخرى وذلك لإتخاذ الخطوات الهامة في هذين الملفين"، مشيرا إلى أنه قد تم مراجعة العلاقات الثنائية الفلسطينية الروسية في مختلف المجالات سواء في الزراعة أو في الصناعة أو في السياحة ، والعمل على تعزيز الاستثمار بين البلدين ، كما أن هناك مجالات جيدة سيتم التطرق لها فيما يخص الطاقة ، متمما: "الرئيسان أبو مازن وبوتين قاما بمناقشة تلك المواضيع بالتفصيل ووضع الإجراءات اللازمة للمتابعة بشكل مناسب بما يخدم أهدافنا السياسية المشتركة ".
فيما يتعلق باستقبال الرئيس بوتين الذي وُصف بالحار للرئيس أبو مازن وما قابله من استقبال "بارد" لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قال نوفل: " بالتأكيد القيادة الروسية منذ زمن طويل تكُن الاحترام لشخص الرئيس محمود عباس على وجهة الخصوص من جهة وعمق العلاقة التاريخية ودعمهم اللامحدود للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة من جهة أخرى ".
أما عن مقابلة نتنياهو فعدها نوفل تدخل في الشؤون الداخلية ، متابعا: " كان هناك تجاذبات فيما يتعلق بمراجعة الموقف من سوريا ، والتواجد العسكري الروسي هناك ، وبالتالي كان هناك حساسية في ذلك الموضوع "، مشيرا إلى أن استقبال أبو مازن كان بمثابة صديق للرئيس الروسي أما من الجهة الأخرى فبالتأكيد ستكون مختلفة .
وكان لقاء قد جمع الرئيس الروسي بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن فيه الأخير أن زيارته إلى موسكو تهدف لمنع حدوث مواجهات بين القوات الروسية والإسرائيلية في الشرق الأوسط
وحول تصريحات الرئيس محمود عباس من خلال افتتاح المسجد الكبير والتي كانت معبرة عن تطلعات الشعب الفلسطيني فقد أوضح السفير الفلسطيني أنه من الطبيعي أن تكون تصريحاته بمصلحة شعبه ومؤيده له، ماضيا بقوله: " نحن مصممون على التمسك بشعبنا وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ، وبالتالي تصريحات الرئيس جاءت في هذا الصرح الديني وبأكبر مسجد في أوروبا لتصب بذلك الاتجاه ، فليس غريبا أن يكون ذلك الموقف والتضامن من قبل مسلمي روسيا وغيرهم".
وعلق بقوله أن القيادة الروسية تؤكد دعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ، حيث أن موقف روسيا ثابت وقديم ، منوها إلى أنهم يريدون أن تقوم روسيا بموقف أكبر من ذلك بالمنطقة نظرا لأنها مهيأة للعب دور كبير لأسباب مختلفة "، مبينا أن استغلال الفرصة المتاحة مهم في تعزيز وتطوير العلاقات في ذلك الظرف بالذات .
وأكد نوفل أن الخطوط العريضة لزيارة أبو مازن إلى روسيا تكمن في تنسيق المواقف وتعزيزها مع روسيا الاتحادية للمرحلة القادمة ، للوقوف على كل مرحلة واستحقاقاتها وبناء خارطة طريق للعلاقات الثنائية "، متابعا:" النتائج المترتبة على لقاء الرئيس أبو مازن بالرئيس بوتين ، عمليا محاولة لرسم الطريق للعلاقات والتي تستند على الثقة المتبادلة ، كما أنه لقاء تشاوري دولي بين البلدين وبالتالي كل تلك الأمور تستدعي لقاء فلسطيني روسي لمواجهة كافة الأحداث ووضع منظومة محددة للعلاقات ومواجهة تلك الأحداث وتداعياتها.
وحول دور روسي مباشر قادم في عملية المفاوضات أوضح نوفل أن روسيا دولة عظمى في مجلس الأمن تضع نفسها في مواجهة الإرهاب بشكل واضح ومحدد كما أنها عضوا في اللجنة الرباعية وهي مع الحل العادل في المنطقة ، معتقدا بقوله: " روسيا مهيأة للعب دور كبير بالمنطقة وهذا ما تأمله خاصة في ظل توجه الرئيس قريبا إلى الأمم المتحدة".
ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين افتتح جامع موسكو الكبير بحضور الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب أردوغان وشخصيات عربية وإسلامية رفيعة.
وكان للرئيس أبو مازن كلمة ألقاها في الافتتاح تناول فيها كافة القضايا التي تخص الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمخطط الإسرائيلي لتقسيم الأقصى زمنيا ومكانيا
عدد الزوار 20650،
أضيف بواسطة/
محمد صلاح الفرا