في القدس.. الحجارة تتحدى "روغر"!

بين ثنايا عام 1987 شكلت الحجارة أداة رئيسة في جولات المقاومة والنضال الفلسطيني حيث بات مشهد تراشقها حضاريًا خلال رحلة التحرر ورفض أي حلول سلمية مع المحتل فلا يزال مشهدها متصدرًا لمواجهات المسجد الأقصى, حيث يواجه رجالها وحرائرها بالحجارة بندقيات القنص "روغر" في خطوة لا يمكن وصفها الا بالعنصرية ورغبة الجيش (الإسرائيلي) باستباحة الدم المقدسي. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها الحكومة (الإسرائيلية)، استخدام القناصة في القدس المحتلة، بعد مصادقتها الخميس الماضي ، على السماح لعناصر الجيش بإطلاق النار من بنادق قنص على الشبان الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين للأقصى، وفي مناطق مختلفة من المدينة . حصيلة الجرحى ترتفع لم يكتفِ الاحتلال باقتحام الأقصى وجولات مستوطنيه الاستفزازية في باحاته خلال الاشتباكات الأخيرة بل تعدى الأمر الى اطلاق قناص (إسرائيلي) الرصاص الحي، على شاب فلسطيني بحجة إلقائه زجاجة حارقة على قوة (إسرائيلية) خلال مواجهات وقعت على مشارف القدس، فأصابه إصابة مباشرة فور المصادقة على القرار. مدير مركز القدس لدراسات الشأن (الإسرائيلي) علاء الريماوي أشار الى أن الأسبوع الماضي تميز بإقرار (إسرائيل) قوانين "للقتل" أعطي بموجبها الحق للجندي بإطلاق النار، منوهًا الى أن استخدام هذه الأسلحة في مدينة القدس من شأنه رفع عدد الشهداء في المرحلة القادمة . تعزيزات الشرطة من تواجدها العسكري عند بوابات ومداخل المسجد المبارك، وتشديد القيود على دخول المصلين للمسجد جاء بعد حالة الغضب المقدسي واقتحام العشرات من شبيبة حزب الليكود (الإسرائيلي) والمستوطنين وعناصر من مخابرات الاحتلال للأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من القوات الخاصة. وبحسب الإحصائيات لدى مركز القدس بلغ عدد الإصابات في الجانب الفلسطيني الأسبوع الماضي بالقدس والضفة الغربية، 296 اصابة، منها إصابات بالرصاص الحي في مدينة القدس، وشمال الضفة الغربية. وفي السياق قال الريماوي: "في الأيام القادمة، سنرى نوعية مختلفة من الإصابات، خاصة بعد القوانين (الإسرائيلية) التي شرعتها الحكومة لمكافحة انتفاضة القدس، الأمر الذي يتطلب موقفا حقيقيا من السلطة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية ". السلطة والتي اكتفت بالتنديد على اعتداءات واقتحامات الاحتلال المتكررة للأقصى لن تحدد موقف غير أنها تخشى أن تجر المنطقة الى حرب دينية ! في حين بدأ الجيش (الإسرائيلي) في تدريب عناصر من الشرطة (الإسرائيلية) على أسلوب وطريقة قنص المتظاهرين الفلسطينيين في القدس المحتلة وخاصة عند المسجد الأقصى الذى شهد الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة بحسب صحيفة "معاريف" (الإسرائيلية) ويبدو بأن الجيش سيدرب الشرطة على الطريقة المعمول بها في الضفة الغربية لعمليات القنص للمتظاهرين الفلسطينيين. المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا لفت في تصريح صحفي الى أن قوات الاحتلال كثفت من حدة تواجدها العسكري على بوابات الأقصى ومداخله وسط تضييق على دخول المصلين, موضحًا أن قائمة الرجال والنساء الممنوعين من دخول الأقصى ارتفعت إلى 60. ولفت إلى أن شرطة الاحتلال تعمل على ملاحقة ورصد تحركات المرابطين في الأقصى من أجل تحضير ملفات جنائية ضدهم. ورغم تدريبات المحتل العسكرية على بنادق القناصة "روغر" تبقى حجارة الأقصى هاجسًا يعيد لجيش الاحتلال كوابيس 1987.
 

عدد الزوار 23169، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا