المأمول من الاجتماع الوزاري العربي الطارئ

ينتظر الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي دعت إليه منظمة التعاون الإسلامي من أجل القدس والمسجد الأقصى الكثير من القرارات الهامة من أجل وقف جرائم المحتل الصهيوني بحق القدس، خاصة أن مخططات تقسيم القدس بدأت بالتنفيذ العملي، كما أن هناك الكثير من الهموم الفلسطينية بحاجة إلى وقفة عربية تجاهها؛ كما يعمل منظمو الاجتماع أن يكون مكان اجتماع العرب في نيويورك خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، وربما هي رسالة هامة من العرب للمجتمع الدولي والأوروبي حول ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك.

 

 

وتأتي دعوة منظمة التعاون الإسلامي لعقد الاجتماع الطارئ، في ظل اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيفجر قنبلة خلال خطابه المرتقب في الأمم المتحدة وأبرز ما سيفجره الرئيس عباس هو حديثه عن مخططات الصهاينة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، والاعلان رسميا أن دولة فلسطين دولة خاضعة تحت الاحتلال الإسرائيلي ".

 

 

ويرى كاتب السطور أن القدس لا تحتاج إلى الاجتماعات الطارئة والخطابات الرنانة بقدر حاجتها الماسة للجماهير العربية أن تخرج بالملايين من أجل القدس، وأن تقف ولو لساعات في الساحات والميادين العربية من أجل القدس والمسجد الأقصى، كما أن ما يحدث في القدس من جرائم واعتداءات على الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وحرق مقتنيات المسجد الأقصى هو شيء خطير يستدعي التحرك العربي العملي الجاد والدعم المالي لأهلنا المرابطين في القدس المحتلة .

 

 

وقد لاحظ الكاتب أنه منذ اقتحام المسجد الأقصى بقوات صهيونية كبيرة في الرابع عشر من الشهر الجاري وتواصل الاعتداءات حتى لحظة كتابة هذا المقال - أن الكثير من وسائل الاعلام العربية لم تولِ الاهتمام الكبير لما يحدث في المسجد الأقصى المبارك، سوى القنوات الاخبارية خلال النشرات الاخبارية؛ لكن الكم الأكبر من وسائل الاعلام العربية واصلت الرقص والمجون العربي في هذه الأيام الفضيلة ولا تلقِ بال لما يحدث في الأقصى الشريف أو فلسطين.

 

 

إن الوزراء العرب عقدوا مئات الاجتماعات الطارئة من أجل القدس وفلسطين، ولم يخرجوا بقرار عملي واحد، بل تم رصد الملايين الملايين من الجنيهات العربية والتي لم تصل المدينة المقدسة، وحتى الكثير من الأموال العربية يسمع بها الفلسطينيون دون أن تصل لهم سوى بعض الدول العربية، إن الدول العربية على الرغم من الخيرات الكثيرة والنفط العربي الكثير لا تستطيع دفع رواتب الموظفين في السلطة الفلسطينية، ويتم طلبها من الأوربيين والمشاريع الدولية.

 

 

إن ما يحدث في القدس هذه المرة ليس مجرد كلام أو مجرد تلويحات صهيونية بتقسيم القدس زمانيا ومكانيا، بل أصبح الصهاينة يعملون على فرض التقسيم الزماني والمكاني فرضا عمليا وواقعيا، وهم يدركون أن العرب لن يحركوا ساكنا لأنهم مشغولون بهمومهم الداخلية، والقدس بعيدة عن تفكيرهم وحتى الدعم العربي للقدس ليس كما هو المطلوب، في المقابل يدفع أثرياء الصهاينة الملايين من الدولارات من أجل شراء عقار في القدس، بل هناك شيكات مفتوحة للمقدسيين الراغبين في بيع منازلهم في البلدة القديمة وترك القدس والرحيل عن فلسطين .

 

 

لابد أن يخرج اجتماع العرب الطارئ بقرارات عملية تقنع المواطن العربي من أجل القدس وفلسطين، ولابد أن تكون هناك سلسلة فعاليات عربية من أجل القدس يبدأها الرؤساء والزعماء العرب ويخرجوا في القاهرة أو عمان أو أية عاصمة عربية بمسيرة كبيرة من أجل القدس، ويدعو لها كافة الأحرار ومحبي الشعب الفلسطيني، ولترفع أعلام فلسطين من أجل التعبير عن الغضب العربي لما يحدث في القدس.

 

 

يا ليت اجتماع العرب الطارئ يخرج بقرارات هامة على صعيد وقف التنسيق العربي مع الكيان الصهيوني، واغلاق كافة المكاتب الإسرائيلية في البلدان العربية، واعتبار إسرائيل الخطر الأكبر على الأمة العربية، ودعوة الجماهير العربية للتفاعل مع المسيرات الغاضبة من أجل القدس ونصر القضية الفلسطينية ماليا ومعنويا.

 

ينتظر المواطن العربي ويأمل من الاجتماع العربي الطارئ أن يكون لطائرات التحالف العربي موقفها مما يحدث في القدس الجريحة وأن تتحرك لنصرة القدس، ننتظر أن يخرج بيان عن التحالف العربي العسكري من أجل القدس ومن أجل فلسطين.

 

 

أذن أمام الاجتماع العربي الطارئ الكثير من القرارات الهامة الواجبة اتخاذها وتفعيلها من أجل القدس والمسجد الأقصى، بل آن الأوان للعمل العربي المشترك أن يكون له موقف جاد بعيدا عن الاستنكارات والبيانات والتصريحات، وأول هذه القرارات التي يجب أن يتخذها الاجتماع العربي هي فتح معبر رفح أمام كافة المناصرين والداعمين للتعبير عن مشاعرهم نحو القدس والقضية الفلسطينية، وكلنا يتذكر في الحرب الصهيونية الثانية على قطاع غزة عام 2012م عندما فتحت أبواب معبر فح مشرعة أمام الشباب المصريين الذين دخلوا قطاع غزة أفواجا كثيرة ويصدحون بحناجرهم العالية " على القدس رايحين .. شهداء بالملايين " لقد كانت مشاعر ثورية عربية جياشة تجاه ما يحدث من جرائم صهيونية في قطاع غزة .

 

 

القدس اليوم تصرخ وتئن وتستصرخ كل عربي وحرب وتستصرخ الرؤساء والملوك العرب من أجل انقاذها مما يحدث فيها من جرائم التخريب والتدمير الصهيوني، وانقاذها من مخططات بناء الهيكل المزعوم وتدمير المسجد الأقصى، آن الأوان لئن يستفيقوا القادة العرب من سباتهم العميق وأن يدعموا القدس ماليا وعسكريا ويعدوا العدة لتحريرها من دنس الغاصبين .

 

 

عدد الزوار 22381، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا