محللون :قنبلة (الرئيس) شديدة الانفجار وستؤدي الى حراك عالمي،ماذا يعني دولة تحت الاحتلال؟
ما زال حديث "قنبلة الرئيس" التي سيُلقيها في خطابه في ال30 من الشهر الجاري نقاش الأروقة السياسية والاقتصادية والقانونية في الأيام الأخيرة وتباينت اراء المحللين السياسيين حول البعد السياسي فيما لو أعلن الرئيس محمود عباس دولة تحت الاحتلال.
فقد قال أ. طلال عوكل المحلل السياسي في حديث خاص اجرته دنيا الوطن معه "أن إعلان الرئيس فلسطين دولة تحت الاحتلال له بعد سياسي مهم ،فالمفاوضات التي كانت تجري بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ستختلف وستصبح تجري بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل ، منوها "أن موضوع اعلان الدولة المحتلة لن يلغي موضوع المفاوضات لكن يتسنى للفلسطينيين أمام الاسرائيليين أن يقدموا شروطا للمفاوضات ".
وتابع :"هذا الإعلان غير مباشر سيلغي اتفاقية أوسلو وسيلغى السلطة لكن ستبقى كجسم للدولة، بالإضافة أن ذلك سيلغي أيضا اتفاقية باريس ،فيما ستتحول أسماء الهياكل التنظيمية للسلطة إلى أسماء جديدة تحت مسمى مؤسسات الدولة، هذا الأمر سينعكس بشكل أساسي على النظام لمنظمة التحرير إذا أن هذا الإعلان سيفتح الاحتماليات السياسية الكثيرة" .
وأضاف عوكل :"غزة ستكون ضمن الجزء الكلي للدولة ولن تتغير بالطبع ردود الفعل الاسرائيلية تجاهها، منوها إلى أن غزة لن تُعلن نفسها خارج الدولة التي قد يتم الإعلان عنها ".
وأشار عوكل إلى"أن الايجابيات المترتبة على هذا الإعلان هو إضفاء بعد قانوني ودولي على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
فيما قال عوكل أن الرئيس محمود عباس قد يكون أجرى مشاوراته مع الدول الاوروبية بشأن الإعلان ،وان لم يتطرق الرئيس في خطابه لاتفاقية باريس والتنسيق الامني فسيصبح خطابه كما كل الخطابات المتكررة .
ونوّه عوكل إلى"أن العديد من الأطراف ستمارس ضغوطات على الرئيس من اجل الكف عن الإعلان لكن إصرار الرئيس هو المحدد لكل الخيارات .
وعلق د. أكرم عطاالله المحلل السياسي في حديث خاص لدنيا الوطن حول موضوع إعلان الدولة بالقول "أن ذلك سيُشكل نهاية المفاوضات باعتبار أن الطرفين قد توصلا لحل مشترك ، لكن هذا الإعلان سيزيد الضغط على إسرائيل على افتراض أن الإعلان أصبح حقيقيا فان ذلك يعني أراضي دولة فلسطين وليست أراضي سلطة متنازع عليها" .
وشدّد عطاالله "أن غزة هي حالة شاذة في النظام الفلسطيني لكنها جزء من الدولة الفلسطينية وهي خارج السياق ولن تتأثر بأي حال من الاحوال بكل هذا الإعلان ، مُبينا أن إسرائيل ستتصرف بشكل مختلف وعدواني تجاه الفلسطينيين وستدفع باتجاه الاستيطان بشكل أكبر وستصبح قرارات الحكومة الإسرائيلية أكثر حدة سواء على صعيد التحويلات المالية او التنسيق المدني مع السلطة فيما لو تم الإعلان عن الدولة .
و واصل عطاالله حديثه "اعتدنا على سياسة الرئيس محمود عباس في التهديد باتخاذ إجراءات كثيرة ليضع إسرائيل أمام التزاماتها، لكن خطوة إعلان الدولة قد تدفع بعض الاطراف للتدخل لمحاولة عدم إحداث أي تغييرات في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني خصوصا من قبل الولايات المتحدة التي ترى ان هذا الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب ان يبقى كما هو .
وعبر حسام الدجنى المحلل السياسي في حديث خاص لـ "دنيا الوطن" "أن إعلان دولة تحت الاحتلال سيعني عدم وجود السلطة التي ستتحول لدولة ،وهذا سُيزيل صفة الإرهاب عن المقاومة الفلسطينية باعتبارها مقاومة مشروعة وغير مجرّمة في نظر الدول العربية والعالمية ،فيما ستتحمل إسرائيل بشكل كامل المسؤولية عن حياة الفلسطينيين .
وتابع "هذا الإعلان سيدفع بالفصائل الفلسطينية إلى العمل ضمن الدولة المحتلة وهو حق مشروع لها كفلته لها القوانين ، فيما قد تستغل حركتا حماس والجهاد الإسلامي لتحسين صورتهما والسعي غلى إلغاء فكرة (الحركات الإرهابية ).
وختم حديثه لدنيا الوطن "في حال كانت مفاجئة الرئيس هي الإعلان عن دولة ضمن حدود قرار التقسيم 181 فهي ستكون قنبلة حقيقية وحدث سياسي ضخم يترتب عليه تبادل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، كل ذلك سيترتب عليه انفجار دبلوماسي وسياسي عالمي .
عدد الزوار 18876،
أضيف بواسطة/
محمد صلاح الفرا