مهندس من غزة يبرمج تطبيقاً إلكترونياً يُسهل التواصل مع الصُّم

"الأمل"، تطبيق عالمي على الهاتف المحمول صَنَعه مهندس من قطاع غزة الفلسطيني لتخفيف معاناة ذوي الإعاقة السمعية، حيث يسهم في كسر الحاجز النفسي والسمعي بين الصم وغيرهم، ويلعب دوراً مهماً في مساعدتهم على التواصل بشكل أفضل، خاصة أن أغلبية الناس لا يتقنون لغة الإشارة. 

ويقدم تطبيق "الأمل" مجموعة من الخدمات لذوي الإعاقة السمعية، منها: خدمة الفيديو الاجتماعي التي تسعى لدمج الصم في المجتمع، ونشرات إخبارية معدة بلغة الإشارة وخدمة تحويل الصوت إلى كتابة، وأخرى لتحويل النصوص إلى صوت، بالإضافة إلى خاصية تكبير النصوص للتعامل مع السائقين وأصحاب المحلات التجارية.

هذا التطبيق متاح باللغة العربية في متجر ويندوز وويندوز فون بالعالم للتطبيقات، مقابل 5-3 دولارات للخدمة الواحدة، ويسعى المهندس خليل سليم لتطوير نسخة من التطبيق للهواتف التي تعمل بنظام أندرويد وIOS.

المهندس خليل سليم، هو مدير شركة "المطورون بلس" وصاحب عدة مشاريع ريادية، وحالياً يعمل مع فريق على تطوير نظام لذوي الإعاقة السمعية لدمجهم في المجتمع، وتمكينهم من التواصل مع الآخرين بكل سهولة.

حلول مجدية

وعن سبب اختياره الفكرة، قال سليم لـ"هافينغتون بوست عربي": "في أحد الأيام ساعدت فتاة من ذوي الإعاقة السمعية على استرجاع حسابها الشخصي عبر فيسبوك، واستغرق الأمر مني 5 ساعات كاملة للتواصل والتفاهم معها، فخطرت الفكرة لي أن أبحث عن حلول مجدية لمشاكل التواصل التي يعاني منها ذوو الإعاقة السمعية".

وأضاف المهندس الحاصل على درجة الماجستير في علوم الحاسوب: "بحثت كثيراً، ولكني لم أجد نظاماً يسهم فعلياً في حل مشكلة الصم، فقررت خوض التجربه بنفسي في هذا المجال، وشكَّلت فريقاً، ووضعنا خطة، وأخذنا دورة في لغة الإشارة، ثم بدأنا بالبرمجة على منصة الويندوز فون".

نظام متكامل

تقوم فكرة التطبيق على إصدار نظام متكامل يسهل تواصل الأشخاص الذين لا يجيدون التعامل بلغة الإشارة مع الصم، وكذلك العكس، ويهدف التطبيق بحسب المهندس سليم إلى جعل ذوي الإعاقة السمعية يستمعون للتلفزيون والراديو والمكالمات عبر الهاتف الجوال، بتحويل الصوت إلى لغة إشارة.

كما يعمل تطبيق "الأمل" على قراءة وتحويل أي نص في كتاب أو مقال أو موقع على الإنترنت إلى لغة إشارة.

وبين أن التطبيق تم اختياره أكثر من 6 مرات كأحد التطبيقات المميزة في متجر ويندوز فون، وتتصدر ألمانيا قائمة الدول الأكثر استخداماً له، بالإضافة إلى اختياره كأفضل مشروع ريادي في فلسطين، وحصل على المركز الأول في مسابقة "كأس التخيل" السنوية، التي تنظمها شركة مايكروسوفت.

لفت المهندس إلى أن تطبيق "الأمل" يحتوي على قاموس لغة الإشارة، يحولها إلى نصوص وكلمات منطوقة ومقروءة، ليستطيع الأصم التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى خدمة "كبرني"، وهي تخدم ذوي الإعاقة السمعية، حيث يقوم أهلهم بكتابة الكلمات وتخزينها داخل الهاتف لعرضها على السائق أو البائع.

وأشار إلى أن التطبيق يحتوي على خدمة محول النصوص أيضاً، حيث يمكن للشخص الأصم أن يُحوِّل أيَّ شيء يريد التعبير عنه إلى كلمات منطوقة ليسمعها الآخرون، بالإضافة إلى تمكين الأشخاص من إضافة الكلمات المسموعة وتحويلها إلى إشارة حتى يفهمها ذوو الإعاقة.

وأوضح مبتكر مشروع "الأمل" أن هناك تحديات عدة واجهتهم، ومنها توفير الدعم المالي الذي يحتاجه التطبيق للاستمرار، وعدم وجود خوارزميات لدعم اللغة العربية، عكس اللغات الأخرى.

تخفيف معاناة الصم

وأكد أنه تلقى العديد من الاقتراحات للتعديل على التطبيق من ذوي الإعاقة حتى يتواءم أكثر مع المشكلات اليومية التي يواجهونها "وقد كانت تلك التعديلات جوهرية وكبيرة، كلفتنا وما زالت وقتاً طويلاً، لكن بسبب تحمس المستعملين وفرحتهم تَشجَّعنا كثيراً لإتمام ما طلبوه".

حنين، 25 عاماً، شابة تعاني من إعاقة سمعية، ما كان يُصعب عليها التواصل مع الآخرين بسبب عدم إتقانهم لغة الإشارة، ولكن بعد استخدامها تطبيق "الأمل" صارت قادرة على التواصل مع من حولها، واستخدام التطبيقات التكنولوجية حسب ما ذكرته والدتها لـ"هافينغتون بوست عربي".

وأوضحت أمها أن ابنتها كانت تشعر بالعزلة وعدم تواصلها مع الآخرين، ولكن استخدامها لهذا التطبيق الجديد جعلها "تمارس حياتها كما يمارسها باقي الأشخاص"، على حد تعبيرها.

عدد الزوار 11679، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا