مسيحيو غزة.. الاحتلال يحرمهم فرحتهم بـ"الأعياد المجيدة"

يعاني مسيحيو قطاع غزة كغيرهم من الفلسطينيين من سياسات الاحتلال الذي يعرقل حرية تنقلهم، ويمنعهم من الاحتفال بطقوسهم الدينية، ويحرمهم من زيارة الأماكن المقدسة في أعياد الميلاد المجيد، الأمر الذي يترك اثراً كبيراً في نفوسهم من جراء تلك السياسيات العنصرية.

الاحتلال يحرم المسيحيين من زيارة الأماكن المقدسة في بيت لحم والقدس المحتلة، ويوهم العالم من خلال التصريحات الكاذبة التي ينشرها منسق الاحتلال يواف موردخاي عن خروج المسحيين إلى محافظات الضفة والقدس.

ويحتفل المسيحيون بـ"عيد الميلاد المجيد" ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد "عيد القيامة"، في ليلة 24 ونهار 25 ديسمبر/ كانون الأول في التقويمين الغريغوري واليولياني، غير أن الفرق ين التقويمين 13 يومًا لذا تحتفل الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني به عشية 6 ونهار 7 يناير/ كانون الثاني.

وتعطي قوات الاحتلال تصاريح وهمية بالمئات لأطفال أعمرهم اقل من عشرة سنوات دون تمكين والديهم من السفر، الأمر الذي يدفع الوالدين لإلغاء فكرة الذهاب للبلاد المقدسة، كما وتضع شروطاً تعجيزية على من يرغب في الذهاب إلى محافظات الضفة، إذ لا تسمح بخروج من هم دون 35 عاماً؛ وتشترط على من فوق ذلك السن أن يكون متزوجاً.

يقول سمير أحد الممنوعين من السفر إلى محافظات الضفة للاحتفال بالطقوس الخاصة بأعياد الميلاد: نعاني معاناة كبيرة من جراء منعنا من السفر، قوات الاحتلال تضع شروطاً تعجيزية على سفرنا، كما تصدر تصاريح خبيثة كالسماع للأطفال بالتزامن مع حرمان الاب أو الأم.

يضيف: فرحة العيد منقوصة لأننا نعاني من حصارٍ ظالم خاصة أننا أقلية دينية في قطاع غزة –العائلات الغزية المسلمة تشارك المسيحيين أعيادهم-  ولا نشعر بالمشاعر التي يشعر بها الزائر إلى مدينة المحبة والسلام بيت لحم التي يتوافد إليها كل العالم.

وتقول مريم عادل (37 عاماً): لم أحصل على تصريح للصلاة في القدس على الرغم من أن شروط الخروج تنطبق على حالتي، وعندما استفسرت عن سبب المنع لم أجد مبرر منطقي لذلك.

وتضيف: نحن ذاهبون إلى مدينة السلام، ونستغرب إجراءات المنع والتشديد علينا على الرغم من أن شروط الخروج مطابقة لحالتنا.

وتتمنى مريم أن يعم الأمن والاستقرار في عموم دول العالم وأن يأتي العام القادم وقد تحررت فلسطين من ويلات السياسات العنصرية.

 منسق الاحتلال يواف موردخاي زعم أن الاحتلال منح الفلسطينيين المسيحيين في قطاع غزة حوالي 700 تصريحاً، غير أن تلك التصريحات مسمومة، والواقع أن الاحتلال لم يصدر غير 150 تصريحاً فقط.

يقول مدير مؤسسة بيلست الوطنية سهيل نقولا ترزي: إن من بين هذه التصاريح الكثير منها لأطفال صغار اقل من عشرة سنوات بدون اعطاء والديهم تصريح وهذا يعني بأنهم لا يستطيعوا زيارة الاماكن المقدسة بدون عائلاتهم، وأيضا الكثير من العائلات لم تعط أي تصريح إلا لفرد واحد من العائلة مثل الام او الاب بدون باقي افراد العائلة وأيضا لا تستطيع بهذه المناسبة المجيدة ان تزور هذه العائلات الاماكن المقدسة، وتم رفض الكثير من هذه تصاريح الزيارة لكبار السن.

ويضيف: إن هذا المخطط متبع منذ سنوات بأن العديد من الأطفال الذين حصلوا على تصاريح زيارة، لم يحصل ذويهم البالغين عليها، وأن العديد من الآباء أو الامهات لم تحصل زوجاتهم أو ازواجهم وأولادهم على التصاريح أيضًا، حيث كانت التوزيع مبرمج ومخطط بطريقة شيطانية حيث بهذه الطريقة منع الكثير من العائلات الفلسطينية المسيحية من زيارة الاماكن المقدسة ولم يبقى سوى بعض التصاريح لكبار السن الذين أيضا يحتاجون المساعدة من ذويهم الذي لم يسمح لهم لزيارة الاماكن المقدسة.

ويوضح نقولا أن التصاريح المعطاة للفلسطينيين المسيحيين لبعض كبار السن والكثير من الاطفال الصغار وهم الذين يحتاجون المساعدة من ذويهم يتجاوزون 500 تصريحا والباقي تصاريح وهمية لعائلات خارج الوطن او من توفوا منذ فترة او لمن لم يتقدموا لطلب تصريح زيارة.

وأشار إلى ان قوات الاحتلال تستغل تلك التصريح الوهمية لخداع الرأي العام العالمي من خلال نشر تلك الأكاذيب في وسائل الإعلام.

وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 133 على حرية التنقل وجاء فيها "لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة"، كما وتنص المواثيق والعهود الدولية على حرية ممارسة الطقوس الدينية وتجرم مصادرتها؛ غير أن قوات الاحتلال تصادر جميع تلك الحقوق.

عدد الزوار 15898، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا