افتتحت الدائرة العلمية بجمعية دار الكتاب والسنة، دورة تأسيسية حول "فن تحقيق المخطوطات"، بمشاركة نخبة من الدعاة وطلبة العلم الشرعي، والباحثين المهتمين بالتراث الإسلامي والبحث العلمي.

وأوضح الشيخ محمود حمدان منسق الدورات العلمية بالجمعية، أن الدورة يحاضر بها خبير المخطوطات بدار الكتب والوثائق القومية المصرية، الشيخ المحقق صالح الأزهري عبر تقنية الاتصال المرئي، الأمر الذي يعكس مدى حرص الجمعية على الاستفادة من الطاقات الخارجية، وتوسيع الفائدة للدعاة الفلسطينيين.

وبين أن دورة فن تحقيق المخطوطات، تختص في تعليم أصول تحقيق المخطوطات الإسلامية، على أُسسٍ علمية صحيحة، ويتخللها تدريب عملي، علاوة على الإفادة بقواعد بيانات المراكز البحثية في العالم.

ولفت الشيخ حمدان، إلى أن علمَ تحقيق المخطوطات الإسلامية كاد أن يندثر في قطاع غزة، وهو ما ولد الفكرة لإعداد الدورة العلمية التأسيسية في فن تحقيق المخطوطات، ونفض غبار الترك والنسيان عن هذه الثقافة الضرورية، معبراً عن تقديره لمحاضر الدورة المحقق الأزهري لحرصه على التواصل مع طلبة العلم في فلسطين، وتطوير قدراتهم في تحقيق المخطوطات.

وذكر أن الدورة تهدف إلى إحياء فن تحقيق المخطوطات الإسلامية، بتعليمِ أصوله، وأُسسه، وطرائقه، والدُّربة والمِران على تحقيق النُّصوص عمليًّا، إضافة إلى التعريف بعُلماء التحقيق، ونتاجهم العلمي، وطُرق مراسلة مراكز المخطوطات، والتَّعرُّف على مكتبات فلسطين، وخزائنها، وقال: " علاوة على تعليم الباحثين والدَّارسين -خاصَّة مرحلة الدراسات العُليا- أُسسَ كتابة الرَّسائل والأُطروحات العلمية التي تختصّ بالمخطوطات، وفق الضوابط المرعيَّة.

بدوره أكد الشيخ المحقق صالح الأزهري خبير المخطوطات بدار الكتب المصرية في بداية حديثه، على أهمية المعرفة والدراية بعلم المخطوطات، لما تشكله من كنز وثورة معرفية وتراثية إسلامية عريقة.

وقال: "لا بد لأي متعامل مع النصوص العربية القديمة، أن يكون على علم ودراية بفن تحقيق المخطوطات، خصوصاً وأن الكثير من كتب المخطوطات لم تنشر بعد، ومن أراد استقصاء الأقوال حول مسألة من المسائل في أي علم من العلوم سيلزمه تصفح المخطوطات غير المطبوعة، التي تتضمن أقوال مهمة لأهل العلم.

وأضاف الشيخ الأزهري: "من هنا كان لزاماً لأي طالب علم يريد أن ينظر في النصوص أن يكون على دراية بعلم المخطوطات، ليستطيع أن يستوثق من هذه المخطوطات الثمينة في قيمتها وإرثها التاريخي".