"بعثة فلسطين" تحتفي برواية "مصائر" في بروكسل

بروكسل 24-10-2016 وفا- نظّمت بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، بلجيكا ولوكسمبورغ، في المقر الجديد للبعثة، أمسية أدبية مع الروائي الفلسطيني ربعي المدهون، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية 2016، وهي النسخة العربية للجائزة العالمية للرواية بوكر، وهو أول فلسطيني يفوز بهذه الجائزة الأدبية الرفيعة للرواية.

وأدار الندوة الشاعرة المغربي طه عدنان وسط حضور كبير من الكتاب والمثقفين العرب المقيمين في بلجيكا، إضافة إلى سفير سلطنة عمان لدى المملكة البلجيكية نجيم العبري وممثلين عن السلك الدبلوماسي العربي في بلجيكا.

وأكد سفير فلسطين عبد الرحيم الفرا أهمية الكاتب ودوره في المسيرة الوطنية والثقافية الفلسطينية، معتبرا أن الجائزة التي تم منحها للكاتب المدهون تأتي في سياق إنجازات ثقافية تحققها فلسطين على المستوى الجماعي، تمثلت بتصويت منظمة "اليونسكو" مؤخرا على سلسلة قرارات تؤكد الحق الفلسطيني، وعلى المستوى الفردي بنجاح عدد من الكتاب والشعراء والسينمائيين الفلسطينيين في انتزاع جوائز عربية وعالمية هامة.

ولخص الشاعر عدنان طه الرواية، معتبرا أنها تضيف إلى السرد الفلسطيني أفقا غير معهود سابقا و"يمكن وصفها بالرواية الفلسطينية الشاملة تتناول في آن مأساة فلسطين من جوانبها كافة".

وبين أن الرواية تقع في أربعة أقسام، يمثل كل قسم إحدى حركات "الكونشرتو"، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة.

وقال طه "إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم، وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا".

واعتبر أنها "رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة"، واصفا إياها أنها رواية فلسطين الداخل والخارج".

وفي مداخلة ثانية له، قدم طه نبذة عن مسيرة الكاتب ربعي المدهون، مشيرا إلى أنه ولد في مدينة المجدل عسقلان عام 1945، وقد هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع عزة.

وأضاف أنه عمل محررا أو كاتبا في صحف ومجلات، منها الحرية، والأفق، وصوت البلاد، والقدس العربي، والحياة، ومركز الابحاث الفلسطيني، وكذلك في وكالتي دبليو تي ان للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيونية أميركية، وأي بي تي أن –اسوشييتد برس للأخبار المصورة، وجريدة "الشرق الأوسط"، التي ما يزال يعمل فيها محررا.

وذكر أن من مؤلّفاته "السيدة من تل أبيب" (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، والتي تم ترجمتها إلى الإنجليزية وصدرت عن تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة "بان" البريطانية للكتب المترجمة.

من جهته، تحدث المدهون عن تجربته الأدبية التي تستند إلى تجربة العمل الإعلامي والسياسي، تمتد الى 40 عاما في عدد من المدن العربية والعالمية من القاهرة، إلى عمان ودمشق وبغداد وبيروت وأخيرا لندن، مر خلالها بتجارب قاسية أثرت في حياته ومساره السياسي والأدبي.

وذكر أن تجربته الأدبية الأولى كانت مجموعة قصصية عام 1977، ليعود بعد أكثر من عشرين عاما للكتابة الأدبية بعد عمله ردحا من الزمن في مجال الدراسات والأبحاث السياسية، برواية "السيدة من تل أبيب" عام 2010، تلتها رواية "طعم الفراق" التي يتحدث فيها عن سيرته الذاتية في مراحلها المختلفة.

وفي رده على أسئلة الجمهور وتعليقاته، شرح المدهون الجدل الذي أثارته الرواية الأخيرة في الأوساط الأوروبية والعربية على السواء، حيث تناول ردة الفعل العنيفة التي قامت بها الأوساط المؤيدة لإسرائيل لدى تقديم الرواية في معرض الكتاب في ألمانيا، واعتبر أن دور الكاتب هو طرح الأسئلة الصعبة بأسلوب روائي دون تقديم إجابات قاطعة.

وفي نهاية الأمسية، وقّع الكاتب روايته وسط حفل استقبال نظمته بعثة فلسطين على شرف الحضور.

وذكر مدير التعاون الثنائي والعمل الثقافي، المستشار حسان البلعاوي، أن بعثة فلسطين بصدد إطلاق سلسلة من النشاطات الثقافية في قاعاتها، تتمثل بتقديم كتب أدبية وسياسية لكتّاب فلسطينيين وعرب وأوروبيين تناولوا القضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، وعرض أفلام وثائقية في السياق نفسه، بالإضافة إلى تنظيم معرض صور ومعارض أخرى فنية تساهم في تقديم المشهد الثقافي الفلسطيني في عاصمة الاتحاد الأوروبي.

عدد الزوار 46972، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا