"القهوجي" في غزة : مهنة تنتشر !

مع نسمات الصباح الباكر وعلى أصوات زقزقت العصافير يستيقظ من نومه ليبدأ حياتها بيومنا أجمل يملئها التفاؤل والأمل يحضر متاعها ثم يؤخذه وينطلق متوكل على الله بأن يكون يوما أجمل يصل إلى حيث مراده يضع أمتعتها ويبدأ عملها متنقل بين السيارات بهذا المشهد اليومي ترتسم حيات عمر الوحيد.  

أنا المحبوبة السمرا 

عمر البالغ ( 38 عامًا) ويعمل قهوجي فيقول لـــ" دنيا الوطن" هكذا ترتسم حياتي بشكل يومي أحمل  أمتعتي لأخرج لبيع القهوة لزبائني من أصحاب سيارة الأجرة على مفترق السامر ويتابع أتنقل بين السيارات عند وقوفها ثم انتقل بعدها إلى مفترق أخر بعدما تفتح الإشارة وهكذا من مفترق لآخر.  

ووسط ابتسامة عريضة يقول الوحيدي رغم أن القهوة مرة ولكن حبيبتها أكثر ويسمعنا أبياتا من الشعر عن القهوة  قائلاً: أنا المحبوبة السمرا  وأجلى في الفناجين وعود الهند لي عطر وذكري شاع في الصين، ويضيف القهوة التي أعده تكون في الغالب سادة ولكن هناك بعض الزبائن يحب القهوة حلوة فأعرف الوقت الذي يمرون علي فيه وأقوم بإعدادها لهم.  

مهنة رائعة 

ويواصل حديثه قائلاً رغم أن العمل في مثل هذه مهنة وبين أزقة السيارات وفي ظل درجة حرارة مرتفعة يصاب الشخص بالصداع ولكن لا يمكن أن اترك العمل في مهنة القهوجي لأنها تعتبر بالنسبة لي ارث تراثي تخصني ووطني لأني اعمل منذ ثلاثة وعشرين عاماً قهوجيا.  

مشيرا إلى انه تعلم الكثير من خلال هذا المهنة الرائعة الصبر والتعامل مع الجميع بالحب، فالكثير من الناس أصبح يحبونني بل أصبح معظمهم يطلبون مني أحضر لأكون القهوجي في عزاء احد أقاربهم وبالإضافة إلى الأفراح وها ما يشعرني بالفرح والسرور.   

ويجدر الإشارة هنا إلى أن آلاف من الذين يعملون في مهنة القهوة في الطرقات والشوارع وعلى شاطئ البحر وغيرها من الأماكن العامة والخاصة وتعتبر مهنة القهوة من أكثر المشروبات رواجا في قطاع غزة وتباع بكمية كبيرة جدا.  

السمعة الطيب 

وبدوره بين حمزة الشامي الذي يتنقل من بيت عزاء إلى آخر ومن فرح لآخر أيضًا أن عمل القهوجي ليس بالأمر السهل والهين ولكن يصاحبه متعة العمل بجني المال والسمعة الطيبة وهو يعتبر مصدر فخر لأي قهوجي يعمل في هذا المجال.  

ويضيف يعتقد الكثير من الناس أن مهنة القهوجي تعتبر مصدر ثراء ولا ينظرون إلى الوقوف الطويل والتعب وهو يتنقل من مكان لآخر وينحني ظهره وهو يصب فنجان القهوة وأشار الى ان العمل في هذه المهنة يعتبر متعبا جدا.  

أشعر بفرحهم وحزنهم 

يتابع قائلاً أنا كقهوجي أشعر بحزن شديد بداخلي وأنا اعمل في بيوت العزاء رغم أني لا اعرف الميت ولا من في العزاء أصلا مستدركا بالقول أتلقى اتصالا من احد أقارب الميت يطلب مني أن أكون القهوجي في بيت العزاء فاستشعر أحيانا إنه سوف يأتي اليوم الذي أموت فيه ويأتي من يصب قهوتي في بيت العزاء وهذه سنة الحياة.  

ويواصل الشامي حديثه لــ" دنيا الوطن" أما في الأفراح فاشعر أنني العريس في بعض الأحيان وأنا أقدم القهوة للناس وينتابني شعورا أنني مكلف بتقديم أفضل ما لدي للناس حتى أكون سببا في نجاح الفرح وهذا ما أشعرني بها بعض العائلات وقدموا لي الشكر والتقدير. 

ركن أساسي 

فيما يبين عبد الرحمن الخور سائق أجرة يقول انه يحب احتساء القهوة  بشكل يومي خاصة انه يعمل سائق أجرة ولا تحلو السيجارة إلا مع احتساء القهوة ويضيف بأنه يشرب ما يقارب ثلاث كاسات كبيرة ويواصل الخور حديثه لــ" دنيا الوطن" أن هناك إقبالا كبيرا على القهوة من قبل المواطنين. 

في حين يشير ادهم نصار إلى أن القهوة لا يمكن الاستغناء عنها فأصبحت ركنا أساسيا في حياة الإنسان فمع الصباح الباكر يفتح الإنسان عينيه ليطلب من زوجته كاسة قهوة كبيرة وخاصة إذا كان من المدخنين.

عدد الزوار 12575، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا