هل أصبح ملف المصالحة مجمدا بسبب الانشغالات بإنتخابات البلدية ؟ .. ماذا قالت الفصائل

أعلنت الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور رامي الحمد الله عن ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في كافة محافظات الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة.

البعض يرى أن هذه الانتخابات يمكن ان تكون مدخلا لإنهاء الإنقسام وعودة اللحمة الوطنية و تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، فيما ذهب البعض أن الانتخابات قد تشكل عائقا وتعزيزا للأزمة الفلسطينية.

"دنيا الوطن" استطلعت آراء الفصائل الفلسطينية لتطرح عليهم سؤالا ألا وهو هل أصبح ملف المصالحة معطلا بسبب الإنشغالات بالإنتخابات البلدية؟؟

أكد الناطق باسم حركة فتح الاستاذ أسامة القواسمي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد على ضرورة إنجاز المصالحة، لافتا إلى أن الهدف من الانتخابات البلدية التأسيس للمصالحة الحقيقية وللإنتخابات الرئاسية والتشريعية.

ورأى القواسمي أن المصالحة حتمية بالرغم من كل المهاترات والتصريحات الصادرة عن حركة حماس والتي لا تليق بالمطلق لأي فلسطيني، نافيا أن تجمد الانتخابات البلدية المصالحة والجهود المتعلقة بها.

وقال: "الجهود ستبقى متواصلة و نريد من الإنتخابات الحالية و التي تجري لأول مرة في قطاع غزة  منذ الإنقلاب أن تكون عاملا مساعدا لإنهاء الإنقسام و تحقيق الوحدة الوطنية لا أن تكون عاملا لترسيخ الإنفصال والإنقلاب".

وبين القواسمي أن حركة فتح تمسكت بالنهج الديمقراطي وطالبت بإجراء الانتخابات الرئاسية و التشريعية، لافتا إلى أن حركته أجرت إنتخابات بلدية وكافة المؤسسات الوطنية في الضفة الغربية دون حدوثها في قطاع غزة بسبب تعنت حركة حماس، على حد تعبيره.

ولفت إلى أن هناك قرار من الحكومة بإجراء إنتخابات بلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن حركة حماس وافقت على إجرائها في غزة، منوها إلى أن حركة فتح متمسكة باجراء الانتخابات البلدية في موعدها في 8 اكتوبر  القادم .

وقال: "نريد من هذه الانتخابات أن تقرب الجميع إلى الوحدة الوطنية بالرغم من كل التصريحات التوتيرية التي نسمعها والاجراءات التي تقوم بها حركة حماس من اعتقالات و استدعاءات وأحكام باطلة ضد أبناء حركة فتح وتقييد حركتهم".

وأكد أن الإتصالات المتعلقة بالمصالحة لم و لن تتوقف، مشيرا إلى أن المصالحة حتمية و يجب أن تتم، حيث أن حركة فتح ستواصل جهودها من اجل انجاز كافة الملفات المتعلقة بالوحدة الوطنية، مبينا ان شعار حركته هو شركاء في الدم والقرار و الوطن للجميع.

واشار الى ان الانتخابات البلدية بالنسبة لحركة فتح هي تقديم الخدمات للمواطن الفلسطيني، مؤكدا ان حركته اثبتت انها الاقدر على تحمل المسؤولية واعباء خدمة المواطنين.

من جانبه رأى الناطق باسم حركة حماس الاستاذ حازم قاسم انه لا يمكن ان تكون الانتخابات هي سبب لجمود ملف المصالحة، حيث قال: "نحن مع الانشغال بالانتخابات و جاهزون لاستقبال اي جهود وساطة في سبيل اتمام المصالحة".

واوضح ان  الانتخابات ليست بديلا عن المصالحة وجهودها، معتبرا ان الانتخابات البلدية هي خطوة في اتجاه التخفيف من آثار الانقسام البغيض وترطيب الاجواء لاستكمال خطوات اخرى قد تؤدي الى انهاء الانقسام و تحقيق المصالحة.

واكد قاسم ان الانتخابات يمكن ان مدخلا لشراكة وطنية في البرنامج السياسي بين الضفة و غزة، معتبرا ان الانتخابات خطوة مكملة لتحقيق المصالحة.

واعرب قاسم عن جهوزية حركته لاستقبال او عقد لقاء من اجل المصالحة سواء الان او اثناء الانتخابات او بعدها، معتبرا ان انهاء الانقسام و تحقيق المصالحة هو خيار استراتيجي عند حركة حماس، لافتا الى ان حركته على استعداد تام لاستقبال اي وساطة في اي مكان و على اي طاولة لانجاح واتمام المصالحة .

بدوره رأى الاستاذ كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان المصالحة مجمدة قبل الانتخابات البلدية، لافتا الى ان الانتخابات يمكن ان تشكل فرصة لبداية تحقيق المصالحة و الخروج من حالة الانقسام.

وقال: "كل القوى يجب ان تعمل على ان تكون محطة الانتخابات المحلية محطة للبدء في مغادرة حالة الانقسام، واي سلوك يمكن ان يتعاكس مع هذا الهدف فهو من شأنه ان يعمق حالة الانقسام".

واضاف: "لذلك نحن في الجبهة و التحالف الديمقراطي عندما تقدمنا للانتخابات بقائمة موحدة كان احد اهدافنا هو العمل على تحويل الانتخابات الى فرصة نبني عليها من اجل استئناف المصالحة والتي يمكن البناء عليها من اجل الوصول الى الانتخابات الرئاسية و التشريعية و المجلس الوطني".

واعتبر الغول ان الانتخابات هي جزء من عملية المصالحة الفلسطينية، مشيرا الى ان الانتخابات المحلية وانجاحها واجرائها بشفافية تشكل محطة لمغادرة مرحلة الانقسام و التي من شأنها اعطاء الفرصة للوصول الى انتخابات رئاسية و تشريعية.

حركة الجهاد الاسلامي على لسان القيادي فيها الاستاذ خضر حبيب اكد ان ملف المصالحة مجمدا حتى ما قبل الانتخابات.

وفيما اذا كانت الانتخابات مدخلا للمصالحة قال: "نتمنى ذلك و لكن حتى اللحظة الامور غير مضمونة، وقد تكون الانتخابات مدخلا لمزيدا من التأزم في حال فشل موضوع الانتخابات و تعميق للأزمة الفلسطينية".

وبين ان المصالحة و ترتيب البيت الفلسطيني كان يجب ان يسبق موضوع الانتخابات المحلية، متمنيا ان ينتهي ملف الانتخابات بسلام و ان يكون هناك توافق بين طرفي الانقسام و شراكة حقيقية من اجل خدمة ابناء الشعب الفلسطيني

عدد الزوار 14243، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا