حقيقة الإثارة و آسيا تنادي خانيونس

كتب/ جهاد عياش:

 

الرسالة الأولي : كش ملك

 

شهدت مباريات كأس الراحل شحدة أبو تايه في دور  16 ، طرد المزيد من ملوك الكرة في قطاع غزة، لتتواصل في ذلك ثورة الصغار، الذي كان بطلها على الدوام نادي العطاء، أحد أندية القاع في الدرجة الأولي، فبعد أن أطاح بملك بطولات الدوري خدمات رفح في دور 32، في مفاجأة مدوية، ها هو يطيح بملك بطولات الكأس شباب رفح من دور 16 بنفس الطريقة، ويصعد فريق العطاء إلي دور 8 في لحظة تاريخية غير مسبوقة، معيدا إلي الأذهان ما يحدث في بطولات الكأس في جميع أنحاء العالم، عندما تخرج الفرق الكبيرة على يد الأندية الصغيرة، مؤكدا أن كأس غزة ليس استثناء، في حين تغلب نادي غزة الرياضي على ملك الموسم الماضي، اتحاد الشجاعية بطل الثلاثية، وألقي به خارج المسابقة من دور 16 ،ليثبت أن هذا الموسم مختلف عن المواسم السابقة، في حين خرج نادي الصداقة المرشح الملكي الآخر لبطولتي الدوري والكأس، على يد خدمات خانيونس المجتهد، وبهذه الضربات القوية، وجدت الأندية المرشحة لتاج البطولة نفسها على قارعة المستطيل الأخضر، وعلى طريقة لعبة الشطرنج كش ملك.

 

الرسالة الثانية : آسيا تنادي خانيونس

 

في سابقة تاريخية وجدت نفسها أندية محافظة خانيونس، تمثل نصف فرق دور 8 من كأس القطاع بعد أن تأهلت عن جدارة واستحقاق (شباب خانيونس ،اتحاد خانيونس ، خدمات خانيونس، نادي العطاء) ليس هذا فحسب، بل أن هذه الفرق لن تقابل بعضها البعض في دور ربع النهائي، وقد نجد الفرق الأربعة في دور نصف النهائي، في سابقة تاريخية أخري، إضافة إلي أن حظوظ بعضها أفضل من حظوظ المنافسين، خاصة شباب وخدمات خانيونس، اللذان يلتقيان خدمات الشاطئ وخدمات جباليا على التوالي ،في انتظار المزيد من مفاجآت نادي العطاء الذي يلتقي شباب جباليا، ويبقي اتحاد خانيونس الذي يعاني هذا الموسم، محل شك كونه يلتقي العميد غزة الرياضي، وإذا ما تحقق ذلك سيكون بطل الكأس من محافظة خانيونس، وعليه سيكون طرفا في مباراة نهائي كأس فلسطين مع بطل الضفة الغربية، هذه الكأس المؤهلة لكأس الاتحاد الآسيوي، الذي تبلغ  قيمة جائزة البطل فيها مليون دولار.

 

ولا ننسي تأهل فريقين من محافظة الشمال شباب وخدمات جباليا، مع ملاحظة الغياب التام لمحافظتي رفح والوسطي، وهذه دعوة لجماهير الأندية في محافظة خانيونس، ولأعضاء مجالس الإدارات واللاعبين والمدربين، لاغتنام الفرصة والتعلم من الأخطاء السابقة وعدم إثارة المشاكل والقلال مهما كان الفائز.

 

الرسالة الثالثة :عطاء النمس

 

فريق العطاء الذي فرض نفسه نجما لكأس الراحل شحدة أبو تايه، أخرج إثنين من أعرق الأندية الفلسطينية وأكثرها تتويجا بالألقاب، يصارع من أجل البقاء في الدرجة الأولي، هذا الفريق الذي تلقي الهزائم الثقيلة واحدة تلو الأخرى، تعاقد مع المدرب نادر النمس لاعب خدمات رفح والمنتخب الفلسطيني السابق، هذا المدرب الذي يثبت يوما بعد يوم أنه موهبة تدريبية واعدة، فقد صعد مع خدمات المغازي إلي الدوري الممتاز في نهاية الموسم الماضي، ورفض الاستمرار مع الفريق لأن الظروف لم تكن مناسبة لبقاء الفريق في الدوري الممتاز، وفور تعاقد نادي العطاء معه تحسن أداء الفريق، وعادت الثقة للاعبين، وحقق الفريق نتائج طيبة، أخرجته من دوامة الهبوط، بعد أن رشحه الجميع للعودة من حيث أتي، هذا المدرب الشاب وأمثاله، يجب أن تتاح لهم الفرصة من أجل تطوير قدراته وصقل مواهبه، عن طريق المزيد من الدورات الداخلية والخارجية، إضافة لتوفير الإمكانيات المادية والمعنوية، ومنحه صلاحيات واسعة، على غرار المواهب التي نراها في الدول المتقدمة، وواضح أن المدرب النمس لدية قدرة فنية هائلة، وقراءة جيدة للملعب ،وتحليل المباريات ، ودراسة المنافسين، كما أنه قادر على المعالجة الذهنية والنفسية للاعبين، وإخراج كل ما لديهم من طاقات وقدرات ومهارات، وتسخيرها لمصلحة الفريق، وتوظيفها بشكل يصب في مصلحة الفريق، وإلا كيف تفوق علي أقرانه المزين وعبد الهادي إضافة إلي الطفرة الكبيرة على نتائج الفريق في دوري الدرجة الأولي.

 

الرسالة الرابعة : المثير في الكأس

 

* في مباراة خدمات الشاطئ والهلال، التي انتهت بفوز الشاطئ 3/2، في الدقيقة 90 أجري المدرب احميدان بربخ تغييرا، بإخراج حارس المرمي ، ونزول الحارس الأساسي إياد أبو دياب للتصدي للركلات الترجيحية، عندما كانت النتيجة تشير إلي التعادل 2/2 ، وكان جمال الأفغاني مدافع الشاطئ المتألق أحرز هدف الفوز في الثانية الأخيرة من الوقت المبدل.

 

* يوسف أبو جاموس لاعب الاستقلال، يحرز هدف التعادل لناديه في مرمي شباب جباليا رغما عنه، بعد أن سدد حارس الثوار أحمد عفانة الكرة في رأس أبو جاموس، في أطرف لقطة في البطولات المحلية ، وربما العالمية، والأطرف من ذلك هدف التقدم الثاني ليوسف داود لاعب الثوار من منتصف الملعب، لحظة استئناف اللعب بعد هدف التعادل، ليكون واحدا من أجمل وأطرف اللقطات، ولو جمعنا اللقطتين معا ربما تكون فريدة من نوعها في تاريخ كرة القدم.

 

* أمين الهسي حارس مرمي العطاء، والذي يرتدي نظارة لكي يستطيع ممارسة هوايته، لعب دورا كبيرا في تأهل العطاء إلي هذا الدور المتقدم، فبعد تألقه أمام خدمات رفح، كان بطلا أمام شباب رفح، ليس فقط بالتصدي لهجمات المنافسين، بل لأنه يسدد الركلات الترجيحية بصورة جيدة، ولكن هذه المرة سدد كرة وتصدي لها حارس الشباب، ولكن الحكم أنقذه وأعاد الكرة، ومن ثم سددها وأحرزها وكانت ركلة حاسمة لفوز العطاء.

 

* في مباراة اتحاد الشجاعية وغزة الرياضي على ملعب اليرموك ، طلبت الشرطة، من أحد الأفراد من مناصري اتحاد الشجاعية مغادرة دكة الاحتياط، ويبدو أن هذا الشخص مسنود كما يقال، حينها حدثت إشكالية وتدخل رجال الشرطة ،وإذا بالمدرب ينادي على اللاعبين بالتوقف عن اللعب والانسحاب، ولكن هذا لم يحدث، في مشهد يعيد إلي الأذهان مشهد مباراة شباب رفح والشجاعية .

 

الرسالة الخامسة : السبب في فوضي الملاعب

 

مرض مزمن نعاني منه كل موسم، ومشاهد مؤسفة نراها في أغلب المباريات، خاصة الجماهيرية منها، والكل يتذمر ويتساءل، من هو المتسبب بهذه الفوضى، والحقيقة أن اتخاذ القرار، بات سهلا من جهات الاختصاص، دون النظر إلي الظروف المحيطة بالمكان، وهذا أحد أهم الأسباب في فشلنا التنظيمي، ولكن لو تجاوزنا هذه النقطة، نجد أن آلية تطبيق القرارات غير صحيحة لأنها تطبق مزاجيا، تلعب فيه المكانة والمنصب، وابن فلان وعائلة فلان، والعلاقات الشخصية والصحوبية، وربما نفس الشيشة أو فنجان القهوة، وكل هؤلاء لا علاقة لهم بالدخول إلي الملعب، فلماذا يدخلون وكيف يدخلون ،على مرأي ومسمع رجال الأمن وأعضاء الاتحاد، وهم المسئولون عن تأمين الملعب وعن الخارجين والداخلين ،وطبعا العرف والعادات حينا تمنع رجل الأمن أو المراقب من منع فلان من الدخول، وأحيانا الخوف من المشاكل تجعل الجميع يغض البصر عن البعض، وشاهدنا ما حدث في مباراة اتحاد الشجاعية وغزة الرياضي، ولا أدري ما علاقة هذا بذاك ؟!

 

عدد الزوار 20531، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا