" ريان " المدرب الغزي الذي صنع من الإعجاز إنجاز

 

غزة - الأقصى سبورت  

جميلة هي الرياضة التي تبقى أحداثها محفوظة في أذهان الجماهير لقيمتها و جماليتها على مستوى اللاعبين أو المدربين الذين صنعوا الفارق و كتبوا التاريخ مع أنديتهم . في أي بيئة لا سيما في البيئة التدريبية عندما تتوفر مقومات النجاح يكون من السهل على المدرب تحقيق الإنجازات و إختزال المسافات و مسابقة الزمن لتحقيق البطولات لتوافر المناخ الرياضي النقي لذلك . الكابتن محمد إسماعيل ريان كتب التاريخ و حقق من الإعجاز إنجاز عندما قاد فريق كرة السلة بنادي خدمات المغازي لمنصات التتويج رغم قلة الإمكانيات و عدم توافر أدنى المقومات لذلك . ملعب أسمنتي بأرضية متهالكة و بوردات خشبية عاف عليها الزمن تحتاج لبعض الحجارة لإسنادها حتى يتمكن اللاعبين من التصويب عليها أضف لذلك الأزمة المالية الخانقة التي لازمت  النادي منذ الإنقسام السياسي البغيض . ظروف صعبة كانت كالأرض البور التي لا يمكن أن تنجح الزراعة فيها لكن إرادة الشيخ أبو ريان كانت أكبر من كل التحديات و نجح بأقل الإمكانيات لقيادة المغازي لتحقيق العديد من البطولات . الأب و الأخ و الصديق كانت سياسة هذا الرجل مع الفريق , الذي نجح من خلالها بزرع روح الأسرة الواحدة بين اللاعبين ,  و غرس فيهم حب الفوز و كراهية الهزيمة بسياسته الخاصة مع كل لاعب على حدا كأولى خطواته التأسيسية قبل أن ينخرط في الأمور الفنية . كل شيء يمسح إلا التاريخ و تاريخ هذا الرجل سيبقى مكتوبا بماء الذهب على جدران الإنجازات عندما كان مصدر السعادة لجماهير المغازي من خلال الألقاب و البطولات التي حققها الفريق تحت قيادته التدريبية . أبو ريان يعتبر المدرب السلوي الوحيد على مستوى قطاع غزة الذي حقق أربعة بطولات رسمية إتحادية من خلال الفوز ببطولة الدوري مرتين و نفس الأمر عندما حقق المغازي لقب بطولة الكاس مرتين بخلاف البطولات الودية . حنكة أبو ريان التدريبية كانت واضحة و جلية بالحفاظ على تعاقب الأجيال من خلال الدفع بالمواهب الشابة من الناشئين حتى تبقى سلة المغازي حاضرة بقوة على الساحة السلوية فيحسب لهذا الرجل الدفع بمحمد موسى " شرخ " و محمد مهدي " سوبر " و كامل مصلح " موليو " و منذر ريان اللذين  أصبحوا من أعمدة المغازي الرئيسية في وقت قصير كما كان له الفضل في إبراز و تطوير موهبة النجم أحمد مهدي و العملاق موسى موسى اللذان تم إستدعائهما للمنتخب الوطني . كوكبة من المواهب الشابة  نجح بأن يصهرها بحنكته التدريبية للعب بروح الفريق الواحد و هذا ما تجسد عندما نجح أبو ريان بقيادة المغازي لإحتكار بطولات كرة السلة الموسم قبل الماضي و الإنتصار على فريق البريج المرعب المدجج بالعديد من النجوم في ثمانية مواجهات قلما تتكرر في الموسم الرياضي الواحد . إنتماء ووفاء هذا الرجل لناديه و مخيمه ظهر جليا وواضحا في أيامه التدريبية الأخيرة مع الفريق قبل أن يستقيل عندما أعطى الثقة لموهبة شابة جديدة  متمثلة باللاعب الصاعد أحمد النجار الذي يعتبر مشروع لاعب سلوي قادم بقوة على الساحة الغزية كما يحسب له الصبر على العملاق معتز خريس الذي كان مفاجئة لقاءات البلاي أوف رغم خسارة الفريق من الأداء الفني و الرجولي الذي قدمه اللاعب . طريق أبو ريان في حياته التدريبية مع المغازي لم تكن مفروشة بالورود و الإنجازات التي حققها في تلك الظروف الصعبة لم تأتي سدى فقد عاش هذا الرجل الكثير من الضغوط  النفسية سواء في حياته العملية كمدرس في المدرسة  أو حياته الأسرية في المنزل عندما أخذت الحياة السلوية تفكيره في كل الأوقات . ختاما ... إنجازات و بطولات الكابتن محمد ريان بالأرقام تفرضه كواحد من أفضل المدربين الذين مروا على الساحة السلوية الغزية في السنوات الأخيرة و ستبقى إنجازاته حاضرة في سجلات التاريخ و محفوظة في أذهان الجماهير التي لن تنسى أوقات الفرح و السعادة التي عاشتها بفضل هذا الرجل لا سيما عندما كانت تخرج بشكل عفوي للإحتفال بأزقة و أروقة مخيم المغازي ببطولات الفريق الذي يعتبر أبو ريان عريسها . 

عدد الزوار 20534، أضيف بواسطة/ عبد الله عبد المعين الفرا