رحل نعيم السويركي المدير الفني لفريق اتحاد الشجاعية، بعد مسيرةٍ حافلة بإنجازاتٍ سيخلدها تاريخ النادي، وكان ختامها التتويج بالثلاثية التاريخية "الدوري والكأس والسوبر"، في موسمٍ استثنائيٍ، وُصِف بالأصعب على مر أزمان الرياضة الفلسطينية.

ولم يتوقع أشد المقربين من نادي الشجاعية، أن يشهد العام الذي دمّر فيه الاحتلال الصهيوني الأخضر واليابس بقطاع غزة، خاصة حي الشجاعية، خلال العدوان الأخير، تتويج فريق كرة القدم الأول بجميع البطولات التي أطلقها الاتحاد الفلسطيني.

وقاد السويركي كتيبة "المنطار" لحصد درع دوري الدرجة الممتازة العام الماضي برصيد 49 نقطة، وكأس القطاع "الشهيد عاهد زقوت" على حساب خدمات رفح، بالإضافة إلى نيله لقب السوبر بعد انسحاب شباب خانيونس وصيفه بالدوري.

وأكمل السويركي الانجاز، عندما حل وصيفا لكأس فلسطين، بعدما خسر أمام أهلي الخليل بطل كأس الضفة (1-2) بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، بعيدا عن فارق الإمكانيات المتاحة لكلا الطرفين.

ودفعت انجازات السويركي التاريخية، إدارة النادي إلى جعل يوم الخامس عشر من مايو، عيدا وطنيا يحتفل به الحي كل عام؛ ليعلن عن دخول أول فرحة، لأبناء الحي الذين سلب العدوان ابتسامتهم.

وكان لاعبو الفريق يعتبرون "أبو حلمي"، بمنزلة الأب الروحي لهم داخل المستطيل الأخضر وخارجه؛ وذلك لما تركه من أثرٍ إيجابي في نفس كل فرد.

جدير بالذكر أن مسيرة السويركي تتلخص في أنه حقق ما لم ينجز بتاريخ النادي منذ تأسيسه عام 1976؛ على اعتبار أن خزينة المنطار لا تضم على صعيد البطولات الرسمية سوى الألقاب الخمسة التي حققها، وهي "ثلاثية (2014-2015)، وكأس وسوبر 1999، ووصيف دوري الممتازة 2007".

وبدأ السويركي مسيرته التدريبية مع اتحاد الشجاعية منذ عام 1997، وصولا لموسم 2015، منقوصين موسمين، خاض خلالهما تجربة جديدة مع ناديي هلال القدس المنافس بدوري المحرفين لأندية المحافظات الشمالية، وهلال غزة.

يشار إلى أن السويركي قدّم استقالته عقب خسارة فريقه من هلال غزة (1-3)، في اللقاء الذي جرى على ملعب اليرموك بغزة، بختام منافسات الدور الأول، علما إدارة الشجاعية أسندت مهمة تدريب الفريق، للكابتن صائب جندية أحد أساطير كتيبة المنطار، ولاعب المنتخب الفلسطيني سابقا، ومساعد مدرب الوطني.