"ستريت وورك آوت" متنفس رياضي لشبان غزّيين

غزة/ الأقصى الرياضي

 

يتشبث الشاب الفلسطيني، أحمد حمدقة (22عاما)، بذراعيه القويتين، على قضبان حديدية، إلى أن يبقى جسده معلقاً في الهواء بشكل مستقيم، في أعلى نقطة تمكن من الوصول إليها ، لممارسة رياضة "ستريت وورك آوت".

 

ويمارس حمدقة ، مفتُولُ العضلات، برفقة ثلاثة من أصدقائه، رياضتهم المفضلة في شوارع ومخيمات مدينة غزة.

 

ويقول الرياضي للأناضول وهو يستعد للقفز: "رياضة الستريت وورك آوت رياضتي المفضلة، وتتميز بحركات كثيرة أتقنها بشكل جيد".

 

ويضيف: "بدأت ممارسة هذه الرياضة منذ عام 2011، في المنزل لوحدي، وسط الحصار المفروض على غزة، وغياب النوادي والمدربين".

 

ويشير إلى أن واقع قطاع غزة، الممتلئ بالألم والحروب والمشاكل السياسية والاقتصادية، جعله يتجه إلى تلك الرياضة ليجعل منها عالمه الخاص، بحسب قوله.

 

ويمثل الفضاء المفتوح والمنتزهات والأماكن العامة، نوادي للفريق، الذي يتمنى وجود نادٍ خاص به، يتم من خلاله تنمية مهاراتهم في رياضتهم المحببة بشكل أفضل وعلى مستويات عالمية.

 

ويعتمد الفريق في التدريب الذاتي على مشاهداته على موقع الفيديو الشهير "يوتيوب" .

 

ويقول حمدُقة: "نحن فريق يمارس لعبته المفضلة بشكل يومي لساعتين أو ثلاثة، في أي مكان بعيدا عن الحصار والمشاكل السياسية".

 

ويشير إلى أن رياضة "الستريت وورك آوت"، تتطلب قوة بدنية ومرونة وتوازن وسرعة عالية لإتقانها بشكل جيد دون أي عائق.

 

وعلى بعد ثلاثة أمتار من حمدقة، يرفع زميله أحمد الصاوي (21 عام)، ذراعيه إلى الأعلى ممسكاً بلافتة إعلانات وضعت بجانب سوبر ماركت، ثم يأخذ نفسا عميقا وينفذ حركة تشبه الشكل اللولبي.

 

ويقول الصاوي : " بدأت ممارسة هذه الرياضة منذ عام بعد أن شاهدت زملائي يمارسونها في أحد الشوارع، وأتقنتها بعد شهور وأشعر اليوم أني أجيد كافة حركاتها".

 

و يضيف صاحب الوجه المستدير ذو العينين الواسعتين: "أحببت هذه الرياضة لأنها تخرجنا من الوحدة والحصار وتبعدنا عن آلام المدينة المحاصرة".

 

ويشير إلى أن تلك اللعبة: "تعطينا القوة والشجاعة، وتحدي الخوف والترفيه عن النفس" .

 

ويتمنى الصاوي، أن يكون في فريق متكامل، يمثل فلسطين في الخارج ، وأن يكون لهذه الرياضة اتحاد يمثلها في غزة.

 

ورياضة "الستريت وورك آوت" رياضة حديثة تُمارس في الهواء الطلق، وتعتمد على خفة الحركة وسرعة البديهة والمهارة والتوازن والقوة.

 

من جانبه يعبر الشاب أمير المشهراوي (22 عام) عن غضبه جراء افتقار قطاع غزة لنوادي خاصة لتلك الرياضة.

 

وقال المشهراوي: "نعاني من عدم الاهتمام بهذه الرياضة في غزة سواء من الحكومة أو الأندية في ظل اشتداد الحصار الإسرائيلي، وعدم تمكننا من الخروج وإبراز مهاراتنا في دول أخرى، وقلة الإمكانيات والمعدات اللازمة لها".

 

وتأثر الكثير من الألعاب الرياضية في غزة جراء الحصار الإسرائيلي، الذي تسبب في عدم توفر الإمكانيات والمعدات اللازمة لها.

 

و يعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ أوائل 2006؛ عقب فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية، ثم شددته إسرائيل عقب سيطرة الحركة على غزة في يونيو/ حزيران 2007.

عدد الزوار 22058، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا