الحل في أحضان القيادة !!

كتب / علاء شمالي:


 

شكلت تداعيات أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الشجاعية وشباب رفح في الجولة العاشرة من الدوري الممتاز سابقة خطيرة على الساحة الرياضية في قطاع غزة امتدت إلى ساحات وميادين خارج أسوار الملاعب والمدرجات والتشجيع.

 

شغب الجماهير متواجد في كل مكان في العالم ولكن بنسب متفاوتة ولكن الشغب الأبرز في الوطن العربي هي مجزرة بورسعيد التي ارتكبت بحق جماهير الأهلي المصري قبل عدة أعوام.

 

دائماً ما يكمن الحلول في أحضان القيادة التي تمتلك زمام الأمور في الساحة الرياضية والتي لا بد أن تكون عيونها شاخصة على كل الأحداث التي من الممكن أن تؤدي إلى شغب جماهيري لا يحمد عقباه في قطاع غزة من أجل دفنه ووأده قبل حدوثه.

 

هذا المنطق لا يختلف عليه اثنين وكان الأجدر باتحاد كرة القدم أن يعي خطورة الأيام التي سبقت مباراة الشجاعية وشباب رفح والتي نبعت من التهديدات المستمرة والهتافات في كل مباراة حتى وإن كانت الشجاعية ليست طرفاً فيها.

 

تأكيداً لخطورة موقف الجماهير هو ما شهدته مباراة الصداقة وخدمات رفح في ملعب خانيونس حينما هتفت الجماهير (الليلة عيد وبكرة بورسعيد) ما يدلل على وجود كارثة ممكن أن تحدث بين الجمهورين خاصة أن المباراة سبقها اجتماع أمني جمع الشرطة مع اتحاد كرة القدم وإدارات أندية شباب وخدمات رفح والشجاعية لبحث الترتيبات الأمنية للمباراة.

 

كل ما سبق ذكره كان الأجدر باتحاد كرة القدم أن يقرر تأجيل المباراة لوقت آخر أو إقامتها بدون جمهور تحسباً لعدم وقوع شغب لا يحمد عقباه بين الجماهير وهذا لم يحدث !!.

 

بعد وقوع الشغب وانسحاب الشجاعية من المباراة شهدت الساحة الرياضية حالة شد وجذب بين الجماهير وتوعدات وتهديدات مناطقية امتد بعضها للجامعات الفلسطينية وهذا ما أعطى مؤشراً خطيراً كان يجب وضعه على سلم أولويات اتحاد كرة القدم كونه الناظم الحقيقي للكرة في قطاع غزة.

 

حقن الدماء وإنهاء شغب الجماهير وحل الإشكاليات التي وقعت كانت أهم بكثير من اتخاذ قرارات عقوبات سريعة بحق الناديين أو الجماهير أو حتى اتخاذ قرار استكمال بطولة الدوري.

 

تدخل العقلاء والشخصيات الوطنية والرياضية ومنها السياسية والأهلية كان إيجابي جداً ولكنه لم يجد الوقت الكافي لإنهاء الخلاف القائم والمتوتر حتى اللحظة لذا كان الأجدر بالجميع الاتفاق على تأجيل الدوري أسبوع أو أسبوعين على أقل تقدير لإنهاء الخلاف تماماً وبعدها استكمال الدوري دون أي إشكاليات.

 

أعتقد أنه لا وجود لأي خطورة على اتحاد كرة القدم من تأجيل الدوري لمدة محددة لترك المجال أمام العقلاء لإنهاء قضية شغب الجماهير بين رفح والشجاعية ولكن حتى اللحظة لا أجد مبرراً لاتحاد كرة القدم باستمرار النشاط الرياضي دون النظر لخطورة ما يحدث بين الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الساحات التي تتبادل فيها الجماهير الاتهامات والوعودات.

 

الشغب الجماهير تعدى إطار الملاعب والمدرجات وتعدى إطار المشجعين الذين يحبون كرة القدم وأصبح مناطقياً أكثر مما هو رياضياً لذا لا بد من إنهاء الظاهرة بشتى الطرق والوسائل وبتدخل العقلاء والشخصيات الوازنة الوطنية منها والسياسية لأن وطننا أغلى من الجميع ولأن غزة توحدها الدم والقيادة ولا خلاف بين أبناءها وإن وصل أعلى القمم.

عدد الزوار 18711، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا