عهد جديد من القوة والمانعة

إن إدارة الوقت وكيفية التخطيط لتحقيق الأهداف وبلوغ سنام المجد يحتاج إلى ذهنية ومهارات عالية وشكيمة قوية تستطيع أن تبحر في عباب التحديات وتصنع الانجاز وتحلق في الفضاء وتطرق أبواب النجاح.

فالقدرات والإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها القيادة الرياضية جعلت منها منهاج قويم يستلهم منه كيف تختزل المسافات وتحقق الانجازات وتتم قراءة المستقبل بعين ثاقبة وتحليل المواقف واستخلاص الدروس والعبر والوصول إلى الاستنتاجات المتوقعة.

الثقة بالذات والإيمان الراسخ والثابت بالمستقبل لا تعني الغرور والغطرسة، وإنما هي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول على المبتغى وتحويل التحديات إلى انجازات ملموسة على أرض الواقع وقهر الظروف والولوج إلى صدر صفحات التاريخ.

إن الثقة بالنفس هي أن تتعامل مع الظروف التي تعيشها بكل رؤية وبكل شهامة.وتسعى إلى تفجير الطاقات والإبداعات لتحقيق الهدف والمبتغي العام لصالح الوطن وتثبيت حقائق وأرقام يخلدها التاريخ في أحشائه.

لقد أدركت القيادة حجم التحديات وحجم الخسارة ، لكنها لم تفتح الأبواب على مصراعيها وعرفت كيف تصل إلى مبتغاها بعيدا عن ردات الفعل والتشنجات وبحكمة وفطنة ورباطة جأش قوية أذهلت الأصدقاء قبل الأعداء.

اليوم وفي هذه المحطة أول ما يتبادر إلى فكر الرياضيين والفلسطينيين التساؤل عما إذا ثمة موقف للأشقاء السعوديين بعد اعتماد الفيفا مجددا الملعب البيتي لإقامة مباراة العودة مع الفدائي الوطن والأخضر السعودي على الأرض الفلسطينية، الجميع ينتظر أن يكون موقفا وطنيا عربيا رياضيا أصيل ينسجم مع الحالة الفلسطينية العربية الرياضية ويصب في قنوات الدعم والتضامن ونصرة الحق الفلسطيني وتثبيت السيادة الوطنية والرياضية واللعب على أرض القدس العربية.

حقيقية إن دفاع القيادة الفلسطينية عن الانجاز والسيادة الوطنية والرياضية نابع من شخصيتها الحضارية وقيمتها الروحية في ماضيها المشرق وتثبيت الملعب البيتي يلقي الضوء على حجم الانجاز الوطني والتاريخي والمسيرة النضالية الرياضية الطويلة التي خاضتها القيادة وما حققته من اشراقات ونجاحات وما تعرضت له من عثرات وانتكاسات وتآمر حتى وصلت إلى تجربة مستقرة متوازنة، ناضجة ومشرقة، حققت للوطن ومنظومته الرياضية هذا المستوى المرموق من الانجازات والمكاسب الجوهرية، توّجت بالانجاز التاريخي " الملعب البيتي" الذي أفرزته المعارك الرياضية الطاحنة على مدار شهور وسنوات طويلة من حالة الاشتباك المباشر مع الاحتلال الغاشم.

إن حالة النهوض الشاملة التي تعيشها اليوم الساحة الرياضية الفلسطينية وعلى المستوى الإقليمي والدولي تعطي إشارة الضوء ببدء عهد جديد من القوة والمانعة واليقظة للشعب الفلسطيني ومنظومته الرياضية وللرياضة العربية.

اليوم ورغم الإرهاصات تمد القيادة جسرا من الإيمان والأصالة والمحبة الصادقة مع الأشقاء والأصدقاء ليعبر الكل الرياضي العربي لفلسطين وتحقيق انعطافا حاسما وقويا في مسيرة ومسار الرياضة الفلسطينية.

ختاما...

العلاقة الأزلية والتاريخية مع الأشقاء العرب علاقة حتمية وكاملة متكاملة لن تنول منها الشدائد لأن فلسطين ببعدها التاريخي والجغرافي والإنساني تمثل العمق العربي والإسلامي ، وتبقي زهرة المدائن درة عين الأمتين العربية والإسلامية.

عدد الزوار 22005، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا