محطات من دورينا

كل عام والأسرة الرياضية وشعبنا بألف خير، فقد حلّ العيد حاملا معه مزيدا من الإنجازات الرياضية، ونجحت كرة السلة الفلسطينية التي كانت تتطلع لموطئ قدم في أمم آسيا بالتربع على صدارة المجموعة التي ضمت منتخبات ذات باع طويل، فمبارك للأسرة الرياضية هذا الإنجاز.

ماذا بعد إنجاز السلّة؟
سؤال طرحه متابعون ونقّاد، والسؤال بحاجة إلى إجابة شافية وافية، لكن قبل هذا تجدر الإشادة بما تحقق، وهو بالمناسبة نتاج أول اهتمام فعلي وإعداد ممنهج للمشاركة، فقد كانت المعسكرات، واستقطاب لاعبين محترفين، خطوات على الطريق، ولا ننسى أن كرة السلّة لم تحظ بالاهتمام الكافي إعلاميا، والحديث بطبيعة الحال على مستوى المنتخب، ولولا الشاب المثابر الإعلامي الوفي الزميل وجدي الجعفري لظلّ الاهتمام الإعلامي بكرة السلة دون الاهتمام المطلوب، وكل التقدير للاعبين ولأندية أولت هذه الرياضة ما يليق بها من اهتمام، وكل التحيّة لأسرة الاتحاد التي يسجّل لها مواصلة العمل، رغم ما سجلناه عليها من معالجة غير منطقية لإشكالية الدور الرباعي قبل فترة في منافسات الكأس.
ماذا بعد؟ والسؤال منطقي، وأول المطلوب جعل الاهتمام بكرة السلة حالة تُعاش لا مجرد نشاط موسمي، وهذا يتطلب:
- تنظيم بطولات كرة سلّة على مستوى المدارس وللجنسين.
- مبادرة الاتحاد الرياضي للجامعات لتنظيم بطولات كرة سلة تكون المشاركة فيها إلزامية لجميع الجامعات دون استثناء.
- إقامة مباريات على كأس فلسطين بين بطلي المسابقات في شطريْ الوطن.
- البدء في تطبيق الاحتراف في مسابقات كرة السلّة، وللمتذرعين بصعوبة ذلك يمكن تذكّر الموقف من احتراف كرة القدم، وآنذاك كثر المتشائمون، وقل المتفائلون، واليوم وبعد سنوات من التطبيق، بدأت الثمار تأتي رغم ما يتضمنه المشهد من ضرورة توفير متطلبات إضافية للاحتراف.
- البحث عن لاعبين فلسطينيين متواجدين في الخارج ممن يستطيعون رفد منتخب السلة.
- توسيع الاهتمام باللعبة ليشمل منتخبات الفئات العمرية، فلا زال الجهد المبذول على هذا الصعيد محدود، أو بالأحرى لا يوجد جهد.
هي مجرّد اقتراحات وتطلعات، وهذا لا يقلّل من قيمة الإنجاز، وإذا كان منتخب كرة القدم حظي بشرف اسم" الفدائي" فإن منتخب السلّة جدير بحمل تسمية" الهاميّ" ، والكلمة مأخوذة من الهامات، فقد نجح لاعبو المنتخب طويلي القامة في رفع الهامة، وحلقّوا عاليا باسم فلسطين في سماء آسيا.
كل التقدير أيضا للجنة الأولمبية التي ما فتئت تدعم منتخب السلّة، ليكون ثاني الاتحادات نشاطا بعد كرة القدم، وفي الوقت الذي بادر فيه كثيرون لمنح المنتخب السلوي الهامي إشادة عابرة، فإن اللواء الرجوب دائم الاهتمام باتحاد السلّة وبأنشطته، فكل التقدير.
إنجاز السلّة بمثابة الأساس الممكن البناء عليه، وهو أكبر من أن يكون مجرّد طفرة عابرة، لكن هذا مرهون بمدى توافر رؤى كفيلة باستثماره بشكل جيد يخدم كرة السلة الفلسطينية.

صحيفة العميد..خطوة نوعية
تتواصل إطلالة صحيفة" العميد" الصادرة عن نادي شباب الخليل، وقد شهدت أيام العيد صدور العدد الخامس من عمر الجريدة، التي وإن حاكمناها من منظور إعلامي، فهي تستحق الإشادة، ورغم أن الطابع الطاغي على الجريدة إعلاني تجاري إلا أن موضوعات الصحيفة المختصة بالشأن الرياضي نوعية، وكثير منها حصري.
فكرة الصحيفة، وطبيعة مضامينها، والعائد المترتب عليها إعلاميا، وماديا، وجماهيريا، كلها مما يؤكد أن القائمين عليها يسيرون في الاتجاه الصحيح، وأن الخطوة غير المسبوقة– والحديث طبعا عن جريدة منتظمة لا طبعة واحدة- تندرج في إطار تعزيز السلوك الاحترافي ومتطلبات الاحتراف، وبتشكيل الإعلانات مصدر دخل للنادي فإن هذا يؤكد أن الإدارة واللجنة المشرفة على الجريدة تعي تماما أنها إزاء خطوة نوعية.
كل التقدير للقائمين على الفكرة، ونحو مزيد من الأفكار الإبداعيّة، وكل التمنيات بالاستدامة والبقاء، فالأفكار الجيدة حريّة بمنحها اهتماما يتناسب وما تحمله في ثناياها من فكر يتجاوز نمطيّة المعهود ليصب في خانة التجديد الذي لطالما انتظرناه من القائمين على الأندية.

أشرف نعمان، والإطلالة
لا زالت إطلالة النجم أشرف نعمان مع الوحدات دون المأمول، وشكّل خروج الوحدات من مسابقة الكأس ثاني أيام العيد لطمة لجماهير الوحدات التي بادر قسم منها للحديث عن تراجع أشرف نعمان، مع أن الحقيقة أن خروج الوحدات مرتبط بتراجع المنظومة الوحداتية كلها، ولعل خسارة السوبر، وحتى الأداء المترهل في مباراتي الاستهلال في الدوري أمام الأصالة وكفر سوم رغم الفوز لم يقنع، مؤشرات على أن الوحدات لم يحسن البدايات.
بواقعية، فإن إطلالة أشرف نعمان لا تتناسب وما يحوزه اللاعب من قدرات، وتراجع مستواه واضح للعيان، وقد يكون لهذا ارتباط بالحالة التي مرّ بها اللاعب من حداثة عهده مع الفريق، ثم الغياب عن المنتخب الفلسطيني، والذي بدا أنه كان نتيجة تقييم فني بحت رغم محاولة البعض اعتباره استبعادا بقرار، ليكون مردود اللاعب مع الوحدات دون الطموح، وهو ما يعزّز فرضية الاعتبارات الفنية.
من يعرف أشرف نعمان وموهبته، يدرك أن لدى اللاعب مخزونا كفيلا باستعادته وميضه نادويا مع الوحدات ثم مع المنتخب، وكل التمنيات له بالعودة سريعا لمستواه المعهود، وحينها ستكون أبواب المنتخب مشرعّة أمامه، ولا يخالجنا الشك لحظة في أن صاحب الأدء الممتع قادر على العودة سريعا.

الترجي والهلال
بداية غير متوقعة في دوري المحترفين لكبيرين لطالما أبدعا وأمتعا، ورغم أنه لم ينقض من عمر الدوري سوى مباراتين إلا أن ظهور الترجي واد النيص، وهلال القدس مقلق، فالفريقان فريقا بطولات، ولهما صولات وجولات.
لقد خرج من كل فريق مجموعة لاعبين، لكن هذا لا يعتبر مبررا، فروح لاعبي الترجي، ووجود وفرة في اللاعبين الصاعدين في الهلال مقومّات لا تتوافر في فرق كثيرة.
الفريقان اللذان كانا علامة فارقة في المواسم السابقة يعيشان أزمة البدايات، فهل سينجحان في التدارك قبل فوات الأوان؟ وهل يخرج لاعبوهما من الشد العصبي الذي ترجم ذاته ببطاقات صفراء وحمراء في أول جولتين؟
بالانتظار.

عدد الزوار 23560، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا