إسرائيل ستواجه انفجارا سكانيا

بلغ معدل المواليد الجدد في إسرائيل أعلى نسبة في العالم المتقدم وينظر اليه البعض على انه تكتيك البقاء على قيد الحياة وسط منطقة معادية.

 

 

وتنجب المرأة الإسرائيلية ما معدله ثلاثة أطفال في حياتها، وهذا يقرب من ضعف معدل الانجاب في بقية البلدان الصناعية في منظمة التعاون والتنمية. وإذا اضفنا الهجرة اليهودية الكثيفة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا، التي شهدتها سنوات التسعينيات، فإننا نجد ان عدد سكان إسرائيل قد تضاعف في السنوات الـ 25 الماضية.

 

 

وقال مختصون إن معدل المواليد الجدد في إسرائيل هو أعلى حتى من معدل الانجاب لدى فلسطيني 48 في إسرائيل أذ يبلغ هذا المعدل وسط اليهود المتزمتين (الحريديم) ضعف ما هو عليه لدى فلسطيني 48 رغم ما يتسبب به هذا الامر من مصاعب معيشية للأسرة عديدة الأولاد.

 

 

ومن المتوقع أن يصل عدد سكان إسرائيل البالغ حاليا 8.4 مليون نسمة، إلى 15.6 مليون نسمة في عام 2059 او في حد اقصى قد يبلغ 20.6 مليون نسمة.

 

 

وقال الون تال وهو أستاذ في معهد الأبحاث التابع لجامعة بن غوريون في بئر السبع ومؤسس حزب "الحركة الخضراء": "اسرائيل في طريقها نحو مستقبل عسير من الناحية البيئية والاجتماعية وجودة المعيشة لأنه كلما ارتفعت الكثافة السكانية كلما ازداد العنف والازدحام وهي أمور تنغص العيش مهما كان البشر".

 

 

وتبلغ الكثافة السكانية في إسرائيل حاليا 352 شخصا لكل كيلومتر مربع، وذلك بعد ان كان هذا المؤشر في عام 1990 في الكيلومتر المربع الواحد 215 شخصا، ويتوقع مركز الإحصاء المركزي في إسرائيل ان تبلغ هذه الكثافة في عام 2059 من 501 – 880 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد.

 

 

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق، وفق ما يقول نشطاء، أنه ما من توجه او بوادر للاعتراف بوجود مشكلة كهذه. بل على العكس، إذ تنتهج الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات تشجيع الانجاب.

 

 

وتعددت الأسباب سواء من منظور توراتي ام بسبب ابادة ستة ملايين يهودي في المحرقة، وحتى ما يسمى "المخاوف الديموغرافية من أن يصبح عدد فلسيطني 48 في اسرائيل أكثر من اليهود".

 

 

وتشجع سياسة الحكومة الإسرائيلية النمو السكاني من خلال منح امتيازات مثل مخصصات الأطفال، والتعليم المجاني من سن الثالثة وتمويل أربع عمليات للإنجاب عن طريق الانابيب إضافة الى علاج الخصوبة.

 

 

غالبا ما يكون النمو السكاني السريع محفزا للنمو الاقتصادي. ولكن في الحالة الإسرائيلية فإن نمو السكان يفوق معدلات التوظيف والإنتاج. فإن الفئتين الاساسيتين ذات النسبة الأعلى في الانجاب وهم فلسطيني 48 وكذلك اليهود المتشددين، يشاركون بنسبة ضئيلة في القوى العاملة، إذ يبلغ معدل المنخرطين في سوق العمل من هاتين الفئتين 40% بينما يبلغ المعدل العام في إسرائيل 61%.

 

 

وفي حالة فلسطيني 48 في اسرائيل، فتبرز النسبة المرتفعة للنساء غير العاملات، في حين ان نسبة من لا يعملون في وسط اليهود المتشددين هي من الرجال الذين يتفرغون لتعلم التوراة والدراسة الدينية.- "i24".

عدد الزوار 23190، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا