ما زالت مدينة خان يونس تتحدى الظروف القاهرة التي تمر بها المدينة بسبب الحصار أولا وانقطاع الكهرباء وآخرها أزمة الوقود , لكنها أبت أن تخضع لمثل تلك الظروف المحيطة وأعطت لروحها فسحة احتفالية استمرت لليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك , الذي يتم فيه إحياء التراث الوطني من احتفالات وطنية وشعبية وإحياء جوانب عديدة من العادات والتقاليد كتبادل الزيارات وتقديم الحلوى , واللحوم في هذا العيد المبارك.

تجولت عدسة دنيا الوطن فى مدينة خان يونس وسط احتفالا يضج بهجة ويصنع الابتسامة على وجوه أطفالها ومواطنيها .

يؤكد الفنان "فداء الجرجاوي" أن صوته رسالة ملونة تلون أجواء أيام العيد في عيون وقلوب الأطفال والنساء والرجال أيضا , معتبرا أن أجمل ما يقدمه هو الابتسامة على وجوههم , ويقول لمراسلة "دنيا الوطن" :"من الجميل جدا أن ارسم الابتسامة في وجه طفل أو امرأة أو شيخ أو شاب لأن همومنا فى قطاع غزة أكبر من عمرنا , فنحن كفنانين بصوتنا نستطيع تقديم الفرحة كمحاولة بسيطة منا لنخرجهم من الواقع والدنيا التي تحمل هما ومعاناة نظرا لظروف القطاع وما مر به ."

الجرجاوي يتعمد أن يحيي حفلاته وسط مدينته خان يونس , وبين أزقة شوارعها والأماكن الترفيهية فيها , منوها إلى قلة الإقبال من الجمهور على الاحتفالات هذه كسابقها بعيد الفطر , متمنيا أن تكون أيام شعب غزة أجمل وأسعد مما سبقت .

أما الثلاثينية "إحسان عواد"  تعتبر الاحتفالات في مدينة خان يونس من أجمل الأمور التي ترفه عن النفس وتجمع الناس على الابتسامة , مما يخلق جوا جميلا خاصة في أجواء الأعياد في المدينة فتقوم بالاحتفال مع عائلتها وأولادها بعدما كانت تعاني من قلة الأماكن الترفيهية في مدينة خان يونس وكانت تضطر للذهاب لمدينة غزة لحضور مثل تلك الاحتفالات .

فتحدثت لمراسلة "دنيا الوطن " قائلة : " مر قطاع غزة بظروف وفترات صعبة ونحن الآن بحاجة للترفيه ولأماكن يتوفر فيها متنفس لأطفالنا , يفرغون طاقاتهم من خلال اللعب ومشاركة الأطفال هنا بدلا من تفريغها بالعنف بينهم , فقد نجد بعض الأطفال أصبحت تعنف بعضها أكثر من الترفيه نتيجة الظروف التي مروا بها والضغط النفسي أثناء العدوان الأخير على القطاع ."

أما الطفلة شذا الشنطي الذي صادف ثالث أيام عيد الأضحى بيوم ميلادها , تعبر بابتهاج عن فرحتها بتلك المناسبة التي تحتفل بها كفرحتين في ليلة واحدة .

الجميع اتفق على أمنية واحدة وهي أن يبقى قطاع غزة بخير ويعيد أيام عيد الأضحى المبارك بوجود كهرباء وماء وسبل المعيشة الكافية , وهو يد واحدة , على قارب الوحدة الوطنية يكون مرساه .

هنا تحدى أهل خان يونس كل الظروف , وابتهج ..