ثلاجات فقراء غزة فارغة من لحوم الاضاحي

أصطحب أبو رامي الذي يعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة ثلاثة من أولاده لزيارة صلة رحمه في أول وثاني أيام العيد؛ لكنه أبقى على الرابع وهو أصغرهم في البيت بهدف استقبال لحوم الأضاحي.

في اليوم الثاني من أيام العيد وبعد أن انتهى (أبو رامي) من زيارة صلة رحمه، توجه مسرعاً نحو (فريزر) ثلاجته ليطمئن على كمية اللحوم التي تسانده في سد رمق عائلته، غير أنه تفاجأ أن الثلاجة فارغة تماماً؛ إلا من نصف كيلو لحم خروف نصفها دهن والآخر عظم.

حال ثلاجة أبو رامي لا تختلف كثيراً عن ثلاجات معظم الفقراء والمحتاجين في قطاع غزة؛ نظراً لقلة المضحين في قطاع لأسباب عدة أبرزها ارتفاع أسعار الأضاحي عالمياً، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية في غزة.

المواطن صالح . م (50 عاماً) يقول: لم يدخل بيتي غير 1.5 كيلو من اللحم، بينما في العام الماضي دخل عدد لا باس به من لحوم الأضاحي.

يضيف صالح: لحوم الأضاحي تساعد البيوت المستورة في توفير لقمتهم (..) أنا شخصياً لا أعمل لأسباب صحية، ولا أتقاضى أية رواتب، لذلك من النادر أن اشتري اللحم من السواق لعائلتي.

وبين صالح ان عدد كبير من الجمعيات التي كانت تنفذ مشاريع للأضحية لم تتمكن العام من الشراء والذبح.

أما أكرم (27 عاماً) فهو الآخر حزين بسبب قلة ما جمعه من لحوم الأضاحي مقارنة بالعام الماضي، يقول ضاحكاً: السنة جفاف يا حج.

ويضيف: العام الماضي ذبح جيراننا في الحي وفي الحي المجاور أكثر من 8 عجول، لكن السنة انخفضت إلى النصف.

وأشتكى أصحاب مزارع العجول عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي لهذا العام، عازين سبب ركود أسواق الأضاحي لأربعة أسباب، وهي ارتفاع الأسعار العالمية للحوم الحمراء، والإعلانات الخاطئة التي تنشرها وزارة الزراعة على لسان بعض المسؤولين بدعوتهم المواطنين للتريث في الشراء –على حد وصف احد التجار-، والحالة الاقتصادية الضعيفة للمواطنين في غزة، وحظر استراليا تصدير العجول إلى غزة بزعم إساءة معاملته.

ويبلغ سعر كيلو لحم العجل الهولندي قائم 22/23 شيقلا أما العام الماضي كان بـ 16 شيقلا وكذلك العجل الشراري سعر الكيلو 24/25 شيقلا اما العام الماضي كان 18 شيقلا، وتصل سعر العجلة/البقرة من 17/20 ويصل سعر كيلو الخراف والماعز من 6 إلى 7 دنانير.

وكان مسؤول في وزارة الزراعة في قطاع غزة أكد مؤخراً لـ"فلسطين اليوم" توفر الأضاحي بأسعار مرتفعة تزيد عن العام الماضي قرابة 25%.

عدد الزوار 28731، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا