خبراء يفسرون الموجة الباردة المرتقبة في الشتاء القادم :تحذيرات وارشادات من الدفاع المدني

أيام قليلة وينتهي فصل الصيف الذي شهد ارتفاعًا مهولًا في درجات الحرارة في جميع بلاد العالم، لكن يبدو أن الشتاء لن يكون طوق النجاة، حيث حذر عدد من خبراء الطقس من أن الشتاء المقبل سيشهد انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة. 

ووفقًا للموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية يعتقد العلماء أن هذا الانخفاض في درجات الحرارة سيشبه ما تعرض له العالم في شتاء 2009/2010 الذي كان بمثابة الشتاء الأكثر برودة على الإطلاق، شهدت أبرد يناير منذ عقود، حيث يعتقد خبراء الأرصاد الجوية أن الظروف هذا العام قد تعكس هذه البرودة الكبيرة، فظاهرة النينو الذي تسببت في شتاء ثلجي منذ ست سنوات يمكن أن تكون الأقوى منذ عام 1950، حيث تحدث عندما ترتفع درجات حرارة المحيطات في شرق المحيط الهادئ، مما تسبب في تداعيات غير مرغوب بها في جميع أنحاء العالم.

ومن الممكن أن تتسبب ظاهرة النينو في جفاف شديد في بعض المناطق وأعاصير في مناطق أخرى، كما يرتبط بزيادة فرصة العواصف الثلجية في نصف الكرة الشمالي، حيث شهد شتاء عام 1950 تساقط الثلوج لا تنسى في جميع أنحاء العالم وتأتي هذه التوقعات بعد يوم واحد من الأمطار والعواصف في جميع أنحاء بريطانيا أمس، وتعرض مدنية لإعصار صغير
 

في هذا السياق أكد استاذ مساعد في قسم البيئة و علوم الارض ونائب عميد كلية العلوم في الجامعة الاسلامية د. زياد ابو هين ان المعطيات الدراسية الحديثة بخصوص التغيرات المناخية تنبه بسيناريوهات غير متوقعة بسبب تغير الطقس  المفاجئ و الغير لأسباب مفاجئة و غير معروفة و المرتبطة بظاهرة التغير الحراري.

وقال : "كما جاء فصل صيف غير متوقع فانه قد يأتي شتاء غير متوقع، حيث ان التغيرات المناخية احيانا تكون غير مفهومة".

وبين ابو هين ان التغيرات المناخية لها تأثير واضح على حالة الطقس في دول العالم .

وحول الاسباب اوضح ابو هين ان التغيرات المناخية مرتبطة بالتقدم الصناعي واطلاق الغازات التي تؤثر  تأثيرا شديدا على طبقة الاوزون وبالتالي دخول كمية كبية من الاشعة التي تعمل على تسخين سطح الارض واختزان هذه الحرارة، كما ان الحروب لها تأثير واضح.

واشار ابو هين ان كل السيناريوهات متوقعة ولكن لا يستطيع احد ان يتنبأ بما سوف يحدث.

بدوره اوضح الخبير في علوم الارض و البيئة د. مروان جودة ان التغيرات التي تحدث في المناخ حادة ولها علاقة بارتفاع درجة الحرارة كما ان لها علاقة بالتغيرات الجوية في مناطق العالم المختلفة ، مؤكدا انه من المتوقع ان يكون هناك برودة شديدة خلال فصل الشتاء لكن التغيرات المكانية غير متوقعة، لذلك لا يمكن الجزم بان يكون الشتاء الحاد على جميع محافظات الوطن.

وارجع جودة اسباب البرودة الشديدة الى ان كمية التبخر تكون عالية و تتجمع في الاقطاب الشمالية و الجنوبية، فعندما تتجمع كمية المياه فان حركتها لا تكون منضبطة مثل الوضع التقليدي، حيث تأتي العواصف و حدية في الامطار من حيث الكمية و الحركة.

واعتقد جودة ان تكون الامطار بشكل اكثر من المعدل بنسبة عالية و في الشتاء ستكون درجات الحرارة منخفضة بشكل واضح.

وحول استعدادات الدفاع المدني لمواجهة موجة البرودة الشديدة المتوقعة اوضح مدير العلاقة العامة و الاعلام في الدفاع المدنينائل العزة ان الدفاع المدني هو عبارة عن مهنة اكثر من كونه جهاز، مؤكدا ان الدفاع المدني هو مرتكز للمواطنين في حالة الكوارث، حيث انه يجمع جميع الشركاء عبر المجلس الاعلى للدفاع الوطني و يضعهم امام صورة الخطط التي وضعها الدفاع المدني خلال عام.

وبين العزة في حديث لدنيا الوطن  انه في المقام الاول فإن عمل الدفاع المدني يرتكز على ثلاثة مستويات هي البنية التحتية و الاستجابة مع الشركاء، والتدريب المجتمعي، لافتا الى انه يبدأ في تقسيم المهام بحسب الاختصاص فيما يتعلق بالطقس، حيث انه يحفز الارصاد الجوية لاصدار التقارير اليومية لجميع الشركاء من حيث التغيرات الجوية و المناخية.

وقال: " اما المقام الثاني فان كل مؤسسة هي شريكة في المجلس الاعلى، فعلى سبيل المثال وزارة الحكم المحلي التي تمثل البلديات، حيث كل بلدية تضع مقدراتها في حدود منطقة الدفاع المدني التي يخدم فيها، لذلك فاننا تستنفر كل المؤسسات الحكومية او غير الحكومية او قطاع الخاص والمنظمات الغير حكومية، حيث ان هناك ما يسمى بالاطار الاعلى للدفاع المدني، و هذا كله يبين تفاصيل الدفاع المدني كمهمة".

واضاف: "اما الدفاع المدني كجهاز ، نحن نؤسس حاليا لغرف عمليات فرعية يطلق عليها غرف التحكم و السيطرة لمناطق شمال الضفة ووسط الضفة و جنوب الضفة، حيث ان وقت الانذار يدعو فيها كل الشركاء للاجتماع لادارة الكارثة من خلال اطرها القانونية".

وبين ان الدفاع المدني يمتلك ثلاثة وحدات اسناد و هي وسط و شمال و جنوب اضافة الى المعدات الموجودة في كل محافظة.

واشار الى انه في الحوادث الطارئة التي يمكن ان تحدث خارج اطار الكارثة مثل الحرائق و حوادث السير و الانقاذ ، لاتفا الى ان الدفاع المدني لديه معدات كثيرة مثل مركبات الانقاذ السريع التي كانت بتبرع من الاتحاد الاوروبي، و سيارات دفع رباعي تمتلك معدات حتى تستطيع تجاوز الثلج او الدخول على مناطق جبلية او صحراوية.

وفي السياق بين العزة ان للدفاع المدني 3500 متطوع من الضفة الغربية مقسمون الى فئات، كما ان هناك متطوعين من الاندية الرياضية و الصحية ، مبينا ان من خلال ذلك يتم تشكيل ما يسمى منظمة الحماية المدنية الشاملة.

حول الارشادات قال العزة: "الدفاع المدني يستهدف الفئات، فهناك فئات الطلاب حيث لا تستطيع ان نعلن حالة الطوارئ لانها مرهونة بقرار من المستوى السياسي، و انما نعطي ارشادات فيها نوع من الاوامر، فعندما يكون الامر خطير نعطي ارشادات تأخذ طابع الاوامر، اما فئة العاملين على تركيب اللوحات الاعلانية في الشوارع حيث نعطي له تحذيرات فيها طابع قانوني بأنه يجب مراجعة الجهات المختصة لانه في حالة سقوطها ستؤدي الى خسائر".

واضاف: "اما في حالة الامطار فان الدفاع المدني يعطي تحذيراته التي تتعلق بالمناطق التي تتشكل فيها السيول لنتيجتين اولا تصريف المياه ضعيف فنعطي تحذيرات بان المياه ستتجمع في منطقة ما فنعطي تعليمات للبلدية بالذهاب الى المنطقة التي تتجمع فيها المياه ، كما اننا نعطي تحذيرات للسكان".

وفي حال تساقط الثلوج فقط فأشار مدير العلاقات العامة و الاعلام في جهاز الدفاع المدني الى ان الارشادات التي يقدمها الجهاز فيها نوع من الابتسامة و الفرح.

واكد ان هناك العديد من الحالات التي تشكل عائق امام قدرات الدفاع المدني.

وبين في السياق ان جميع القوانين التي تحكم عمل الدفاع المدني هو توجيه الارشادات و التحذيرات لرفع مستوى التوعية المجتمعي.


 

عدد الزوار 24589، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا