مازال ابناء العائلة الكرام يتحدون الحصار بأفكار وابداعات جديدة

 الدكتور عبد الرحمن الفرا  ينشأ منزلا  من الرمال على شاطئ بحر خان يونس

واليكم تقرير وكالات الانباء حول هذا المنزل الذي يسجل ضمن ابداعات ابناء العائلة الكرام 

 (( اصطدم المواطن هاشم الفرا بواقع الحصار المفروض على قطاع غزة ، بعد تفكيره بانشاء منزل خاص لاسرته  بالقرب من شاطئ البحر فى ارضه المتواجدة هناك فى مواصى خانيونس ،  هربا من حرارة الجو فى فصل الصيف فى منزله وسط مدينة خانيونس ، بعدم توفر اسمنت وحديد للبناء مطلع عام 2009 .

وبعد  طرح رغبته على المهندس محيى الدين الفرا والظروف التى تحد من رغبته ببناء المنزل ، وافق المهندس على تقديم مخطط لمنزله وبنائه من الرمال  فقط بتكلفة قد تصل الى 32 الف دولار بدون استخدام اسمنت او حديد فى بناء المنزل ، ومن هنا كانت الموافقة والبداية والتنفيذ .

ويقول الصيدلى عبد الرحمن الفرا "39 عاما " نجل صاحب المنزل ، ان بناء المنزل كان تحديا للحصار المفروض على قطاع غزة ، ببنائه على مساحة 200 متر من اصل دونم مساحة الارض ، ليشكل  المنزل قلعة حضارية وحداثة العمران المعاصر

واحتاجت الفيلا ما يقارب من 40 شاحنة رمل ، وتعبئتها داخل اكياس خاصة بطول مترين وتتميز بالمتانة والقدرة على تحمل كمية الرمال لوقت طويل ، وتصفيفها  كجدار للمنزل من الداخل والخارج ، وقواطع داخلية بين الغرف.

وقد يعتقد زائر المنزل فور التجول داخله انه يسير داخل منزل اثرى وقديم لسماكة جدرانه ، وفى حقيقة الامر ان العائلة قامت بكساء  الاكياس الرملية المضغوطة داخل المنزل بالواح شكلية ، لتصبح سماكة الجدران اكثر من 40سم .

ومع بداية المرحلة الاخيرة فى بناء المنزل ومحاول  وضع قبب على سطح المنزل لتغطيته فشل المخطط بعد سقوط اول دائرة رملية ، مما اضطرهم لتغطية المنزل بالواح خشب وكرميد مما رفع سعر تكلفة بناء المنزل الى ما يقارب   120 الف دولار امريكى ، من ضمنها اجرة الايدى العاملة بمعدل 4000  شيكل اسبوعيا على مدار اربعة اشهر .

ويتابع عبد الرحمن " دخل الاسمنت لقطاع غزة فى المرحلة الاخيرة من البناء  وقمنا بشراء اسمنت ابيض بعدما قمنا بتثبيت اكياس الرمل ببعضها البعض باسلاك حديد ، وقمنا بوضع قصارة خارجية على اكياس الرمل لتتماسك ببعضها البعض وتكحيل المنزل" .

ويتميز المنزل بالعزل الحرارى ، حيث يحافظ على درجات الحرارة المنخفضة فى الصيف  ويبقيه باردا ، والعكس فى الشتاء على الرغم من اقترابه من شاطئ البحر ، حيث تعمدت وفود عربية جاءت لغزة خلال السنوات الماضية زيارة المنزل  المكون من غرفتين نوم وغرفتين خارجيات ومطبخ وحمام ومسبح خارجى واشجار وحديقة تحيط فى المنزل .

ويعتبر المنزل بمثابة قصر نموذجى وقصة نجاح وتحدى للاحتلال الاسرائيلى الذى يحاول باستمرار منع دخول مواد البناء واعمار قطاع غزة بعد تدميره فى الحرب الاخيرة