كلمة كتبتها لميس شقيقة الثلاث شهداء

ليوم طالما حلمت به وطالما ترقبناه حين كنا نحسب أي عام سنجتمع أنا وأخي محمد في تكريم واحد حين نكون في ختام كل مرحلة مدرسية يتم تكريمها من قبل عائلتنا وهي الصف السادس والتاسع والثانوية العامة،

 

كنا سعيدين جدا بأني سأتكرم وأخي في نفس الحفل ولم أكن أتوقع بأن القدر شاء أن أتكرم أنا وثلاثة من اخوتي،،

 

هي فرحة التفوق لي ولأخي ؟،أم فرحة استشهاد أخي وتفوققه معا ؟!،،

 

هو الألم والذكرى التي نهشت روحي عند وصول بطاقة الدعوة ،

فلم أقوى ولم أتجرأ على حضور حفل ،الحفل الذي طالما كان بكل تفاصيله في مخيلتي بفرحته بجمعتنا بصورة أبي وأنا وأخي على جانبيه فخور بنا ،

بحضرة أخي محمد الذي كبر واجتاز وختم الصف السادس ،

 

لا أريد ان أمزق هذه الصورة ،لتبقى حية كما تخيلتها دائما في مخيلتي ،لتبقى لهفة أخي لتكريمه معي حاضرة لتبقى صورته وهو يستلم درع التكريم ولتبقى الفرحه ،

وصوت أختي نادين وهي تنشد لنا كلمات النجاح على منصة الاحتفال ككل عام ،

وضحكات يارا وبرائتها وهي تطوف بيننا بفرحتها

 

كيف يمكنني أن أستلم درع تفوقي ودروع استشهاد اخوتي في ذات اللحظة في ذات الحفل؟

 

،هل ستكون أنشودة الشهداء بحزنها هي من تمثلني وتثير مشاعرى أم أنشودة النجاح والفرحة؟ ،

أم الفخر بهما معا؟

 

من مني سيكون حاضرا ؟، دمعتي أم ضحكتي؟!

، حتى وإن اجتمعت قوى العالم في وذهبت ووقفت أي قوة ستتحمل حين أنظر لأمي هل سأنتظر منها أن تحضني وتقبلني وضحكتها ؟

أم أنتظر بكاها وقلبها الذي يتقطع على طيف ابنها الذي يقف بجانبي حامل درعة يهم بحضنها وتقبيلها ؟،

كيف ليوم الحفل أن يتشهوه وينقلب وكيف للصمت أن يعبر حينها ،

كيف؟!! فسوف يفوق العدم،

 

فاخترت أن أحتفظ بيوم الحفل الذي رسمته وعشته دائما في مخيلتي ، لا أريد لواقع أن يلسعني ويشوه ذكرى.

 

سيبقى يوم الحفل بفرحته في مخيلتي وبفخري بك أخي محمد وبجمعتنا معا ،وبأرواحكم الطاهرة الملائكية الحاضرة معي ،سأعيشه دائما الى أن يأتي يوم التكريم الأعظم ويوم أن نجتمع في جنة الرحمن ،حيث لاحزن لافرااق ،،

كم تليق بكم الجنة وكم أحبكم

سامحو دمعي وسامحو ألمي

فوالله اني اشتقت اشتقت

 

بقلم : لميس محمود عبد السلام الفرا

 

 

 

عدد الزوار 29858،