إطلاق كتاب يتناول يوميات المجاهد عبدالرحمن محمد الفرا
"القطان" يستضيف حفل إطلاق كتاب للمؤرخ والباحث الفلسطيني سليم المبيض
غزة - من علاء الحلو - استضاف مركز القطان للطفل في قطاع غزة حفل إطلاق كتاب المؤرخ والباحث الفلسطيني الكبير سليم المبيض, والذي تناول خلاله "يوميات المجاهد الفلسطيني عبد الرحمن محمد الفرا" رئيس بلدية خانيونس من العام 1936 حتى العام 1962, وذلك بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والكتاب والشعراء والمهتمين.
وفي كلمة لإدارة القطان والمشرفين على الاحتفال قال عماد نصر الله: "يسعدنا أن نرحب بكم في هذا اللقاء الثقافي المميز, والذي يتم فيه إطلاق شمعة ومنارة من منارات الكاتب والباحث سليم المبيض, حيث يتناول موضوع هام جدا".
وأوضح نصر الله أن الشعب الفلسطيني يمر بصراعات كثيرة ومنها الصراع على الثقافة والحضارة والهوية والتاريخ, مضيفاً: "في هذا الإطار يأتي إطلاق الكتاب المتميز ضمن المواد الثقافية, حيث يجذر هذا العمل الثقافي العديد من الجوانب التي مرت بها القضية الفلسطينية".
بدوره؛ شكر الكاتب والمؤرخ الفلسطيني سليم المبيض إدارة مركز القطان والعاملين فيه, وتحدث عن مراحل كتابته للكتاب, وقال: "جاءني اثنين من أولاد المجاهد عبد الرحمن الفرا وسلماني مذكراته التي كتبها طيلة 24 عام, وطلبا مني أن أكتب ما له وما عليه, وأنجزت ذلك في هذا الكتاب الذي بين أيديكم".
وأوضح المبيض أن الفرا كان يسجل طيلة تلك السنوات يومياته والمواقف التي كانت تحدث معه بصفته رئيساً للبلدية, موضحاً أن الاحتلال الاسرائيلي يستهدف المذكرات التي تربط الإنسان الفلسطيني بأرضه وتاريخه, وأنه عند احتلال أي مدينة يسعى إلى مكتباتها وكتابها وعلمائها, ويأخذ ما كتبوه لأنه يمثل عصارة تجاربهم.
وقال المبيض على غلاف كتابه الجديد والذي أصدره بعد سلسلة من الكتب التاريخية القيمة: "إيمانا منا بتوثيق انجازات أعلامنا الفكرية, بشتى مناحيها السياسية والاقتصادية, وكذلك الاجتماعية والثقافية..الخ, سواء من رجال الإدارة والمسئولين أو الأدباء والمفكرين والمثقفين, بأنه هو الذي يمثل الذاكرة الفلسطينية ووجدانها, لذا كان الحفاظ عليها بإعادة تسجيلها ودراستها والتعليق عليها ونشرها يعتبر واجبا وطنيا وقوميا في المقام الأول".
وأضاف: "وعليه كان تقديم الابن البار لوالده ووطنه المستشار المهندس محمد يحيى الفرا وأخيه المهندس الدكتور مصطفى كامل يوميات أبيهما المرحوم عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس خلال الفترة الحساسة تاريخياً والواقعة ما بين يناير 1936, وحتى يوليه 1957, عند انتهاء رئاسته والتي سطرها في تلك الأثناء واستمر في تسجيلها من بعد ذلك وحتى عام 1962, في أجندات سنوية سجل فيها كل ما يطرأ على المدينة وسكانها من أحداث بلدية وسياسية واجتماعية يوما بيوم".
وأوضح أن اليوميات جاءت في خمس وعشرين أجندة, لتعطي مساحة زمنية هي في غاية الدقة والحساسية في التاريخ الفلسطيني, ولتمتد على المساحة الجغرافية لكامل التراب الفلسطيني متنقلاً ومجتمعاً بجميع الشرائح الفلسطينية من رجال الثورة والسياسة والصحافة والتعليم, تعداها لمصر وحتى صعيدها متحدثاً مع كبار رجالاتها وقياداتها وجامعاً للسلاح إبان عام 1948.
وتابع: "تعتبر هذه اليوميات بمثابة كنز يفصح عن حقائق تاريخية مفصلية في حياة الشعب الفلسطيني عامة ومدينة خان يونس وأهلها بصفة خاصة, طرح كاتبها من خلال العديد من القضايا الحزبية والسياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الفلكلورية لسكان خان يونس وقراها من عادات وتقاليد في أفراحهم وأتراحهم وتكافلهم".
وأضاف: "كذلك نوه للعديد من المؤسسات الفلسطينية بشتى أنواعها الخيرية والصحفية والاقتصادية داخل خان يونس بفلسطين, والتي لم تحظى على أهميتها بدراسة تغطي جميع جوانب حياتها الثرية كما سجلتها يوميات محمد الفرا المتميز بطبيعته النشيطة والالتقاء بالآخرين دون كلل أو ملل, وكل ما يستهويه ويشغله هو العمل من أجل مدينته خان يونس ووطنه فلسطين".
وحصل حضور الحفل الذي نظمه مركز القطان على نسخ من الكتاب الذي اختتم مقدمته الكاتب سليم المبيض بالقول: "وهكذا أصبحت هذه اليوميات, هكذا نأمل, بمثابة وثائق تنويرية لحياتنا المعاصرة, بل هي قطعة من جغرافية وتاريخ مجتمع خان يونس بصفة خاصة وفلسطين بصفة عامة".
عدد الزوار 27433،